طفل في تلبيسة يلهو فوق أنقاض أحد المباني الدمام – أسامة المصري ناطق إعلامي: العمل الإغاثي غائب عنّا تماماً. قوات النظام تفرض حصاراً خانقاً على المدينة. تلبيسة قدمت 550 شهيداً ومثلهم من المعتقلين. تعيش مدينة تلبيسة السورية، التي تقع على الطريق الدولي بين حمص وحلب، في ظل حصارٍ خانق ووسط طوقٍ من القرى العلوية الموالية لنظام بشار الأسد إضافةً إلى عدة حواجز عسكرية. ويرابط مقاتلو الجيش الحر على جبهة يبلغ طولها حوالي 55 كم ما يشكل عبئاً كبيراً على أعدادٍ محدودة من المقاتلين معظمهم من أبناء المدينة. ويعاني سكان تلبيسة، الذين لم يتبق منهم إلا ما يقارب ال 25 ألفاً بعد نزوح نصفهم، من أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة لنقص جميع الاحتياجات الأساسية. ويوضح رئيس المركز الإعلامي في المدينة، حسان أبو نوح، ل «الشرق» أن تلبيسة تتعرض باستمرار للقصف اليومي بالمدفعية والراجمات من القرى المجاورة (المشرفة – الأشرفية- جبورين – معسكر ملوك)، فيما كثف الطيران الحربي عملياته حيث تعرضت المدينة في الأيام القليلة الماضية إلى عشر غارات من الطيران. واعتبر أبو نوح أن هذا التصعيد يأتي في ظل انشغال الإعلام العربي والدولي بالضربة العسكرية المحتملة وموافقة النظام على المبادرة الروسية التي تقضي بنزع سلاحه الكيماوي، وقال إن هذه فرصة يستغلها النظام للانتقام من المدن الثائرة فهو يحاول تركيعها بالقتل والتجويع لإجهاض الثورة. وأشار إلى سقوط أكثر من 500 قذيفة مدفعية وصاروخية خلال ال 48 ساعة الماضية توزعت على المدينة ومحيطها ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وسقوط عددٍ كبير من الجرحى ودمار هائل لحق بالمباني السكنية. وحول الوضع الإنساني في تلبيسة، يقول أبو نوح إن المدينة تعيش حالة إنسانية صعبة بسبب عدم توفر الحاجات الأساسية للسكان بالإضافة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية والإسعافية وحليب الأطفال «كما أن توقف الأعمال وشح المواد الغذائية والمحروقات وفقدان الليرة السورية لقيمتها أوجد وضعا معيشيا صعبا لسكان المدينة وارتفاعا هائلا للأسعار كما في بقية مناطق سوريا»، حسب تأكيده. ويضيف أبو نوح أن خط مياه الشرب مقطوع منذ أكثر من شهر من قِبَل قرية «الكمب» الموالية للنظام مما اضطر السكان إلى سد حاجاتهم من الآبار الموجودة التي لا يصلح معظمها للشرب ما يسبب حالات تقيؤ وإسهال تشكل ضغوطاً إضافية على المستشفى الوحيد في المدينة. وعن الكهرباء، يؤكد أبو نوح أنها مقطوعة منذ سنة ونصف تقريبا وهو ما يزيد من معاناة السكان. وحول النشاط العام في المدينة، يوضح المسؤول الإعلامي أنها خلت من أي نشاطات مدنية فلا وجود لأي مؤسسات سوى المجلس المحلي الذي يتولى إدارة أمورها وتثبيت الأمن فيها وتأمين الحاجيات الأساسية للسكان عبر الطرق الفرعية والجيش الحر. ويشير إلى تعطل المدارس بجميع مراحلها منذ سنتين وامتناع الأطفال عن الذهاب إليها لتهدم معظمها نتيجة القصف المتواصل منذ بداية الثورة، محذراً من أن جيلاً جديداً يعاني الأميّة نشأ مع استمرار الصراع وهو ما يهدد مستقبل هؤلاء الأطفال والشباب الذين لا يجدون خيارا سوى الانخراط في الصراع وحمل السلاح. ويفيد المسؤول الإعلامي لتلبيسة ل«الشرق» أن عدد شهداء المدينة بلغ 550 تقريبا، فيما يبلغ معدل الإصابات شهريا حوالي 700 إصابة، أما عدد المعتقلين فيقدر بنحو 500 معتقل، وهي أرقام تقريبية لنزوح نصف السكان وغياب معلومات عنهم. ويوضح أبو نوح أن تلبيسة تعاني غياباً تاماً لنشاط المنظمات الإغاثية والإنسانية منذ أكثر من خمسة أشهر. ويتابع أن «الائتلاف الوطني السوري المعارض لا وجود له في المدينة إغاثيا أو عسكريا أو سياسيا». .. وآخر يقف إلى جانب بقايا صاروخ (الشرق)