يعد النمر العربي رمزًا في شبه الجزيرة العربية، والمملكة بصورة خاصة، حيث ظهر في أفريقيا منذ حوالي 500 ألف سنة، وأصبح من أهم أنواع الثدييات التي تعيش في شبه الجزيرة العربية، وكان موطنها يمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج العربي، ومن سيناء شمالاً إلى جبال حراز وظفار جنوباً. ويظل النمر العربي رمزاً للجمال البري والقوة في الثقافة السعودية، ويحمل تاريخاً عريقاً ويثير الإعجاب بجماله وقوته والقصص الشعبية التي حدثت حوله. وذكرت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، أن اليوم العالمي للنمر العربي، الذي يقام في 10 فبراير سنويًا، يعد فرصة لجذب انتباه العالم إلى النمر العربي، حيث يصنف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة النمر العربي بأنه "مهدد جدًا بالانقراض"، ولكن مازال في الوقت بقيّة للحفاظ عليه، حتى يعيش بيننا في العلا. وكانت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، قد أطلقت يوم النمر العربي لأول مرة في العام 2022 وفي يونيو 2023، كما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع قرارًا يقضي بإعلان 10 فبراير يوماً عالميًا للنمر العربي، ما اعتبر لحظة تاريخية تشير إلى جهود الهيئة الملكية لمحافظة العلا في حفظ تراثنا الطبيعي. فيما أوضح المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في السعودية، أنه في يوم النمر العربي يشكل هذا الكائن رمزاً ثقافياً وبيئياً وجمالياً في ذاكرة شبه الجزيرة العربية، وثراء في الأدب العربي، ما يعتبر أحد أبرز محفزات مضاعفة الجهود الجماعية لإعادة إحياء هذا الإرث الطبيعي والثقافي، وتأصيل الوعي البيئي بأهميته في الذاكرة. وقد أقر مجلس الوزراء في 18 يناير 2022 تحديد اليوم العاشر من شهر فبراير من كل عام يوما للنمر العربي، بهدف نشر الوعي بالحفاظ عليه من الانقراض، ضمن جهود المملكة لحماية النمر العربي بعد أن تم إدراجه من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض في العام 1996. حياة النمر العربي يشار إلى أن النمر العربي الذي يقطن الجبال العالية يعد من الحيوانات الثديية آكلة اللحوم، التي تندرج ضمن فصيلة السنوريات، وتعتبر هذه السلالة مهددة بالانقراض في موطنها الذي يشمل اليوم المملكة والإمارات واليمن وعُمان. وتتميز هذه الكائنات بنشاطها نهاراً وليلاً وحذرها الشديد من الاقتراب من أماكن الوجود البشري، حيث تعد انعزالية حتى مع غيرها من النمور، ولا تلتقي بهم إلا في فترة التزاوج التي تدوم 5 أيام تقريباً، يتم خلالها التزاوج عدة مرات. ويعرف النمر العربي بمجموعة من الصفات الظاهرية التي تميزه، أهمها أنه فاتح اللون بشكل كبير، حيث إن اللون الذهبي المصفرّ الذي يوجد في العادة بين البقع في معظم أنحاء جسم باقي السلالات لا يوجد عند هذه السلالة إلا على طول ظهورها، ومن ثم يبهت إلى الأصفر الشاحب أو الأبيض على باقي الجسد، وتتميز بعيونها الزرقاء خلافاً لمثيلاتها الإفريقية، وتزن الأنثى البالغة 20 كيلوغراماً، بينما يزن الذكر البالغ ما يقارب ال30 كيلوغراماً، وتعد النمور العربية أصغر من باقي سلالات النمور الآسيوية والإفريقية. تاريخ النمر العربي ظهر النمر العربي في أفريقيا منذ 500 ألف عامٍ تقريباً، وهو أحد أهمّ أنواع الثدييات الأصلية الموجودة في شبه الجزيرة العربية، وامتدّت موائله الطبيعية من البحر الأبيض المتوسط وصولاً إلى الخليج العربي، أي من جبل سيناء وصحراء النقب في الشمال إلى جبال حراز وظفار والحجر في الجنوب. وكانت أول صوره المكتشفة، في رسم داخل كهف في منطقة الشويمس جنوب شرق محافظة العلا، وكان من السهل التعرّف عليه من خلال ذيله الطويل ووجهه المسطح ووضعية المطاردة التي يُعرف بها. لقد أصبح النمر العربي مهدداً بالانقراض، وتقلصت مناطق انتشاره ، حيث يوجد فقط في عدد قليل من الجيوب المعزولة في عُمان واليمن، ويُحتمل وجوده كذلك في المملكة، كما انخفضت أعداد هذه النمور انخفاضاً كبيراً بسبب فقدان موائلها، وقلة الفرائس، وهجمات رعاة الماشية عليها. وتشير التقديرات إلى تبقي ما يقل عن 200 نمر عربي في برية شبه الجزيرة العربية. ومن عوامل التهديد التي تتعرض لها هذه النمور اتساع رقعة التحضر العمراني والزراعة والإفراط في ممارسات الرعي، وممارسات الصيد الجائر والاتجار المُجّرَم بالأنواع البرية، وتركز الجهود المبذولة في صون الموائل، واستعادة مجموعات الفرائس الطبيعية، ونشر برامج التوعية العامة للحد من الصراع بين الإنسان وهذه النمور. ويتمتع النمر العربي بالحماية القانونية في كافة بقاع موطنه الطبيعي، إلا أن هناك حاجة إلى تنفيذ القوانين وتحسين الإدارة الفعالة للأعداد الباقية من هذه النمور بما يضمن بقائها. وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 10 شباط/فبراير يومًا عالميًا للنمر العربي في القرار 77/295 لإذكاء الوعي بشأن هذا النوع البري المهدد بالانقراض. وأشار قرار الأممالمتحدة إلى الأهمية الحيوية للنمر العربي للنظام البيئي العربي، ورحب بالمبادرات الإقليمية التعاونية لصونه وغيره من الأنواع المهددة بالانقراض، كما شدد على الحاجة الملحة لزيادة الدعم العالمي لضمان بقاء الأنواع الفرعية على المدى البعيد. ودعا القرار إلى تعزيز الجهود التي تبذلها دول المجموعة العربية وأصحاب المصلحة المعنيين، من مثل المنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية ووكالات الأممالمتحدة.