الغرب الذي يراقب المشهد السياسي العربي عن كثب، يدرك أن رهانه على الاتفاق مع التحالف الإيراني الإخواني في المنطقة قد فشل فشلاً ذريعاً بعد قرار المجلس العسكري المصري بقيادة البطل القومي عبدالفتاح السيسي، تلبية مطالب الشعب المصري في إقصاء الرئيس محمد مرسي.. والأهم في لجم جماعة الإخوان المسلمين وإفشال مشروعها في المنطقة وليس في مصر وحدها. لعلنا هنا نفهم ونفسِّر تأييد ودعم ثورة مصر الثانية وقادتها اقتصادياً وسياسياً. ولعلنا هنا نفهم أيضاً العلاقة الوثيقة بين ما حصل في مصر وما يحصل اليوم من تطورات في سوريا. ما حصل في مصر هو ليس فقط إقصاء الرئيس مرسي أو لجم جماعة الإخوان، بل وضرب المشروع الغربي المتحالف مع الإخوان وإيران للسيطرة على الوطن العربي خصوصاً دول الخليج العربية. ما حصل في مصر أجبر الغرب على مراجعة حساباته وتحالفاته ورهاناته وتقديراته لحجم وفاعلية موازين القوى في المنطقة، جعل الغرب يفهم أن الإخوان مع إيران قد فشلوا في السيطرة، وأن القوى الحقيقية في المنطقة هم أهل المنطقة، الذين يرفضون طموحات الصهيونية في الوطن العربي كما يرفضون الطموحات الإيرانية فيه أيضاً ويستطيعون كبح جماحها وجماح أنصارها والمتعاونين والمتعاملين معها عندما يتم اتخاذ القرار في هذا الأمر. هذا هو ما حصل انطلاقاً من القرار التاريخي لقادة الجيش المصري وجموع الشعب الثائر. وهذا أيضاً ما دفع الغرب بعد عامين ونصف العام من الثورة السورية، التي استخدم خلالها النظام السوري كل أسلحته بما فيها الكيماوي 14 مرة حسب الرئيس الأمريكي، إلى المسارعة للتدخل في سوريا عسكرياً بما ينسجم مع مصالحه في المنطقة.