كل المتحدثين باسم الإخوان المسلمين على وسائل الإعلام يستخدمون تعبير «الإسلاميين» عند التحدث عن الإخوان، هذا في مصر ولدى حماس في فلسطين، وكل فروعهم في العالم. والمقصود في هذا الخلط المباشر لحقيقة الأمور هو في الأصل أن الإخوان يعتبرون أنهم فقط المسلمون، وأن الآخرين وخصوصاً المنتمين للتيارات الإسلامية هم في الدرجة الثانية، وهكذا. وقد شاهدنا في مصر كيف أن التيارات الإسلامية غير الإخوانية قد تخلَّت في معظمها عن الإخوان واتهمتهم بالكذب والاحتكار والأنانية. ورغم تبنِّي الإخوان هذا المفهوم واختزالهم الإسلام في شخصهم الكريم وحزبهم وجماعتهم، إلا أنهم سرعان ما يتخلَّون عن الإسلام ومفاهيمه ومبادئه وأركانه وشروطه وحدوده وأدلته عندما يتعلق الأمر ببناء التحالفات للوصول إلى السلطة. فقد ثبت بكل التجارب التاريخية مع الإخوان أن هدفهم هو الوصول إلى السلطة وبأي ثمن وبأي تحالفات، ومن هنا يأتي هذا الجنون الإخواني في مصر بعد إقصائهم عن السلطة بقرار من الجيش استجابة لمطالب غالبية الشعب المصري. إن لسان حالهم اليوم يقول: إما نحكمكم وإما أن نحرق البلد، لا حوار ولا حل وسطاً، وهو نفس مبدأ النظام السوري: الأسد أو لا أحد والأسد أو نحرق البلد. لفتني القول الشائع هذه الأيام في مصر التي لا تغيب عنها روح الفكاهة حتى في أصعب الظروف.. ومفاده: أن الحل الوحيد هو أن يعتنق الإخوان المسلمون الإسلام.