كلب جميل في صورة بلوحة ضمن إعلان معلق على عمود يراه الرائح والقادم: أنا (رينجو)، ضعت في الرابع من نيسان من عام 2013م، لوني أسود رمادي، أضع في عنقي قلادة، عمري سبع سنوات، أخواي في عمر ثلاث سنوات وخمس سنوات بانتظاري، محتاج لطعامي ودوائي!، أتناول طعام الحمية، ضللت طريقي في منطقة البيير فوند (حي في الويست آيلاند في مونتريال شرقي كندا)، أرجو منكم إن عثرتم علي الاتصال على أصحابي، رقم التلفون 514.. …، هذه المرة قرأت الإعلان عن كلب؟، في العام الفائت كان الحديث عن قطة ضائعة (Lost)، أيضاً مسكينة محتاجة إلى الدواء، صاحبنا الكلب رينجو باسم وإشارة وقلادة يتناول طعام الحمية، وتلفون للاتصال. قالت لي ابنتي آمنة: دخل علينا (شوسي) يوماً (قطهم) بعد معركة نزاع مع قطط الجيران، أو – على الأغلب – في منازلة مع (راكون)، الراكون حيوان بحجم الكلب الصغير ولكنه خطر، القط شوسي دخل المعركة ببسالة ولكن خرج بجروح بالغة، كانت المعركة مع هذا الراكون، على مايبدو، فعضّه وأدماه. قالت ابنتي: دخل واهناً ضعيفاً يجر أقدامه، وفي اليوم التالي برز انتفاخ في رأسه: قلت لها فوراً: إنه خرّاج، قالت: نعم، ساءت حالته فأخذناه إلى المستشفى (البيطري، أطباء وتخدير وممرضات وعلاجات وكمامات)، قالت: كلفني علاجه 500 دولار (حوالى ألفي ريال) لأنقذ حياته، ماذا أفعل؟! هل أتركه يموت؟!، وفي يوم رافقت ابنتي إلى مكان لبيع القطط في مونتريال فعرفت القطط صدقاً وعدلاً، في المغرب أخذت اثنتين صغيرتين من الشارع كانتا تلعبان بمهارة معاً، ثم سرقت إحداهما فبقيت الثانية حزينة أياماً، قالت ابنتي: هنا معقمون ومعالجون على أتم وجه، أما ثمن القطة الجميلة فهو مئات الدولارات. أروي هذه القصص عن الكلاب والقطط في كندا، حتى نعرف إلى أي مستوى يمكن أن يقفز المجتمع الإنساني. لفت نظري في سورة الكهف، كيف هرب الكلب معهم؟!، لقد ضنوا به أن يعيش في مجتمع وثني لا كرامة فيه لإنسان أو قط أو كلب. الموضوع جدي وليس هزلياً، فقد أعدم الحاكم بأمر الله الفاطمي في ليلة واحدة ثلاثين ألف كلب، حينما أزعجه أحدهم بنباحه، بما يساوي التطهير العرقي الذي يمارسه (العجي) السوري. وفي المغرب يحتفلون بملك جمال الحمير في أرزهون. في سوريا حتى الحمير قتلت، حتى القطط عقرت، حتى الكلاب ذبحت، على يد العصابات الأسدية والشبيحة والنبيحة.