عادت حماس مجدداً إلى إحياء علاقاتها مع طهران ودمشق وحزب الله بعد انقطاع شبه كامل جرَّاء موقفها الداعم للمعارضة السورية، في الوقت الذي خسرت أهم حلفائها في المنطقة عقب سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر. ويرى الباحث السياسي والمتخصص في قضايا الشرق الأوسط، حسن عبدو، خلال حديثه ل «الشرق» عودة حماس لتحسين علاقاتها مع ما يسمى ب «محور الممانعة» أمراً طبيعياً يأتي في سياق بحثها عن سند إقليمي يعزز وجودها في الساحة السياسية العربية والدولية، لا سيما أن الحركة تمر بعزلة سياسية عقب سقوط حكم الإخوان في مصر.ويشير عبدو إلى أن جهوداً تجري لتحقيق الصلح بين أطراف «محور الممانعة» وأن العلاقات بينهم لم تنقطع رغم توترها جراء وقوف حماس في صف المعارضة السورية. ولا يعتقد عبدو أن عودة العلاقات سيكلف حماس ثمناً سياسياً يدفعها لتغيير موقفها تجاه الأحداث في سوريا، مرجحاً أن يتفق الطرفان الإيراني وحماس حول الموقف من الملف الإسرائيلي. ويرجع عبود سعي حماس للعودة إلى «محور الممانعة» إلى رغبتها في الحصول على الدعم العربي والإسلامي كغيرها من حركات المقاومة في فلسطين، معتبراً أنها بحاجة إلى الإمدادات المادية والعسكرية، خاصة وأن طهران لعبت دوراً بارزاً في دعمها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل أشهر. بدوره، يختلف الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، هاني حبيب، مع نظيره عبدو حول مرور حماس بعزلة سياسية ويرى أنها ما زالت تسيطر على الحكم في قطاع غزة، ولم يتغير الكثير عليها بعد سقوط حكم الإخوان في مصر، لكنه يتفق مع عبدو في القول إنها خسرت ظهيراً مهماً بالنسبة لها. ويشير حبيب إلى أن طهران وحزب الله يستغلان الظرف الراهن لحماس لكي تصبح شريكاً ضعيفاً لهما يتحكمان فيه من منطلق أنه يعيش في مأزق، معتقداً أن حماس ستتغلب على مأزقها بأقل الخسائر ودون العودة إلى «محور الممانعة»، المتورط في أحداث القتل في سوريا، وهو ما لا ترغب حماس أن تكون شريكاً فيه. ويتفق حبيب مجدداً مع نظيره عبدو في القول إن الاتصالات بين الطرفين الإيراني وحماس لم تنقطع لكن التحالف بينهما لم يعد كما كان في السابق، ولا يعوِّل حبيب أن ترضخ حماس لشروط قد تفرضها طهران مقابل إعادة التمويل المالي إليها، مستنداً إلى أن الأوضاع المالية لحماس جيدة لانتمائها إلى التيار الدولي للإخوان المسلمين. وكان مصدرٌ من المقاومة الفلسطينية، مقرب من حركة الجهاد الإسلامي، قال ل «الشرق» إن القيادي في حركة حماس، موسى أبو مرزوق، اجتمع عدة مرات في بيروت مع مسؤولين في نظام بشار الأسد وقيادات إيرانية وأخرى من حزب الله لترميم العلاقات وتعزيز نقاط التوافق والتوصل إلى حل للخلاف يناسب جميع الأطراف. وعلمت «الشرق» من مصدر سيادي مصري أن أبو مرزوق سافر عبر مطار القاهرة الدولي في ال 23 من يونيو الماضي، قبل عزل الرئيس محمد مرسي، سراًّ إلى بيروت، تحت حراسة أمنية مشدَّدة من قِبَل المخابرات المصرية، على رأس وفد من حركته في مهمةٍ سرية لم يحدد تفاصيلها في حينه.