كشف مصدر من المقاومة الفلسطينية، «مقرب من حركة الجهاد الإسلامي» ل«الشرق» عن إجراء لقاءات، واتصالات بين قيادة حماس وطهران، لاحتواء الخلاف الذي نشب بينهما جراء موقفها من الأحداث السورية، الأمر الذي دفع «محور الممانعة» إلى قطع المساعدات المالية عن «حماس»، وجعلها تعاني من أزمة مالياً غير معلنة. وكانت «حماس» تعتمد بقدر كبير على الدعم المالي الذي كانت تتلقاه من النظام السوري، وحزب الله اللبناني، وإيران، الذين يشكلون ما يعرف، ب «محور الممانعة»، ولكن موقف«حماس» الداعم للقوى الثورية السورية دفع باتجاه فقدانها قدراً كبيراً من هذا الدعم. الأمر الذي أكده ل«الشرق» القيادي البارز في الحركة الدكتور أحمد يوسف. وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه: إن القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، اجتمع في بيروت عدة مرات مع مسؤولين في نظام الأسد، وقيادات إيرانية، وأخرى من حزب الله اللبناني، لمناقشة آليات ترميم العلاقات، والاتفاق على تعزيز نقاط التوافق فيما بينهم، والتوصل إلى حل للخلاف يكون مناسبا لجميع الأطراف. وعلمت «الشرق» من مصدر سيادي مصري، أن أبو مرزوق، سافر عبر مطار القاهرة الدولي في 23 من يونيو الماضي «قبل عزل الرئيس محمد مرسي، وسقوط حكم المرشد في مصر» سراً إلى بيروت، تحت حراسة أمنية مشدَّدة من قِبَل المخابرات العامة المصرية، على رأس وفد من حركته، في مهمةٍ سرية لم يحدد تفاصيلها في حينه. وأوضح المصدر أن قيادات حماس أدركوا في وقت مبكر أن تحالفهم مع الإخوان المسلمين في مصر لن يدوم طويلا، لذا بادروا بإصلاح علاقاتهم مع «محور الممانعة»، من منطلق عدم رغبتهم في خسارة أيٍّ من حلفائهم وشركائهم. وبيّن أن أبو مرزوق بذل في مهمته السرية ببيروت جهداً كبير عبر محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين، والسوريين، وقيادات من حزب الله اللبناني، وقد تكلل ذلك بحل جزء من الخلاف. ومن ناحيته رحّب القيادي أحمد يوسف، بإجراء حركته اتصالات مع إيران لحل بعض المسائل التي تسببت في سوء التفاهم بينهما. وقال يوسف في تصريح له نشر عبر وسائل إعلام مقربة من حماس: «لقد جرى عقد لقاءات مع إيران لتسوية الخلاف الذي كان قائما بسبب مواقف الحركة تجاه ما يجري في سوريا»، مشيراً إلى أنه كان هناك نوع من التفهم من قِبل كل طرف لموقف الطرف الآخر. وكانت دائرة الخلاف بين قيادات حماس في الداخل والخارج قد اتسعت نتيجة انقسام مواقفهم تجاه حلفائهم الاستراتيجيين في المنطقة. ويرى فريقٌ يقوده رئيس المكتب السياسي خالد مشغل، أن قطر حليف استراتيجي، يقود الحركة إلى الانفتاح على العالم، فيما يعتبر فريقٌ آخر يقوده القيادي محمود الزهار، أن حزب الله والنظام السوري وإيران حلفاء يدعمون المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل.