انتقل الصراع بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين المطالبين بعودة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي للحكم، ومعارضيه الذين يصرون على رحيله، لنقطة عمقت الخلاف بين حركتي فتح وحماس وسط تبادل الاتهامات بينهما بزج الفلسطينيين داخل الصراعات المصرية. وجددت فتح دعوتها لحماس بالكف عن زج الفلسطينيين في الصراعات الداخلية للبلدان العربية والعمل على إعلاء مصالح الفلسطينيين على مصالحها الحزبية وارتباطاتها الخارجية. وطالبت في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة حركَة حماس باتباع سياسة النأي بالنفس. وأكدت فتح على موقفها الثابت، بعدم التدخل في شؤون الدول العربية، معبرة عن احترامها لتطلعات الشعوب العربية، وتمنياتها لها بتحقيق أهدافها في الحرية والديمقراطية. وجاء في البيان: «سبق وحذرنا حماس من التدخل في الشؤون الداخلية العربية، واليوم، على ضوء التطورات في مصر الشقيقة، فإننا نجدد دعوتنا لها بعدم التدخل بشؤونها. بالمقابل رفضت حماس بيان فتح بشدَّة واعتبرته يندرج ضمن «المزايدات الرَّخيصة»على الحركة. وقالت: «إنَّ ما زعمته بيانات فتح افتراء لا يستند إلى أيَّة معطيات واقعية». وأضافت: «موقف الحركة قائم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية كافة». وأوضحت أنها ساهمت في تحييد الفلسطينيين عن أيّ صراع عربي داخلي، في حين ترى فتح أن القضية الفلسطينية بحاجة لدعم كل الأشقاء العرب. ويأتي اتساع رقعة الاتهامات بين طرفي الانقسام بالتزامن مع تفاقم أزمة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة جراء استمرار الجيش المصري في حملته الأمنية ضد الأنفاق المنتشرة على طول الشريط الفاصل بين القطاع ومصر ومنعه إدخال المحروقات والمواد الغذائية لغزة. ويعتبر الغزيون الأنفاق شريان الحياة بالنسبة لهم منذ فرض إسرائيل حصارها على غزة منذ ست سنوات تقريباً، فيما يعاني المئات من الفلسطينيين العالقين في دول العالم، من السفر إلى مصر في طريق عودتهم إلى القطاع، بسبب إغلاق المعبر منذ أيام. من ناحيته قال المهندس إيهاب الغصين المتحدث باسم الحكومة المقالة في غزة إن الجانب المصري أخبرهم رسمياً بأنه سيفتح معبر رفح البري اليوم، ليوم واحد فقط. وأضاف في تصريح ل «الشرق»: «إن المعبر سيكون مفتوحاً أمام العائدين إلى قطاع غزة في حين سيغادر عبره أصحاب الجنسيات الأجنبية والحالات المرضية فقط». وأوضح الغصين أن المصريين لم يخبروهم بأي إجراءات بشأن إنهاء المأساة الإنسانية لعشرات المسافرين الفلسطينيين المحتجزين منذ عدة أيام في «غرفة الترحيل» داخل مطار القاهرة، ينتظرون فتح المعبر لترحيلهم إلى القطاع. وحول المعتمرين الفلسطينيين العالقين داخل الأراضي السعودية، أشار الغصين إلى أنه في حال سُمح لهم بالسفر إلى القاهرة ستُجري الحكومة ترتيبات خاصة متعلقة بخطوط الطيران لنقلهم إلى غزة.