دعت حركة «حماس» السلطات المصرية الى إنهاء معاناة عشرات الفلسطينيين العالقين في مطار القاهرة الدولي وفي مصر الراغبين في العودة الى قطاع غزة، واعتبرت أن إحالة بلاغ ضد وزير الداخلية المصري السابق حبيب العادلي الى نيابة أمن الدولة في شأن صلته بتفجير كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية «يكشف مدى التحريض ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته». وذكرت الحركة في بيان صحافي أمس إن «هذا الأمر يكشف مدى تورط العادلي وغيره من المسؤولين في مصر في الوقوف خلف عدد من الاتهامات السياسية الجائرة، التي كانت توجه ظلماً وبهتاناً ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة». واعتبرت الحركة أن «اتهام المقاومة بالمسؤولية عن بعض التفجيرات الإجرامية التي كانت تستهدف أمن الشقيقة مصر كان بغرض تحريض وتأليب العالم على شعبنا الفلسطيني، وتشويه نضاله ومقاومته الباسلة، والسعي الى تبرير وإدامة جريمة الحصار الظالم (على القطاع) كعقاب جماعي». وكان العادلي أعلن في خطاب ألقاه في «يوم الشرطة» المصرية الشهر الماضي وجود أدلة تشير الى تورط عناصر من تنظيم «جيش الإسلام» في غزة الذي يستلهم فكر «القاعدة» في تفجير كنيسة القديسين. واعتبرت «حماس» أن «وزارة الداخلية المصرية (...) هي ذاتها المتهمة بخيانة الأمانة وارتكاب الفظائع والجرائم عن سبق إصرار وتدبير ضد الشعب المصري، واستباحة دماء أبنائه من المسلمين والمسيحيين لتحقيق أهداف مشبوهة». وأضافت إن «سياسة التشويه والتضليل الإعلامي والتحريض على شعبنا الفلسطيني لم تكن محصورة بهذا الوزير، وإنما هي سياسة ومنظومة عمل لعدد من مؤسسات الدولة في مصر». ولفتت الى أن «هذه السياسة لا تزال مستمرة، وهي تستغل الآن ثورة الشباب والشعب لبث الأكاذيب في الإعلام المصري الرسمي حول حركة حماس وشعبنا الفلسطيني». وطالبت الحركة «بكشف جميع المتورطين في التحريض على شعبنا ومحاسبتهم». وجددت «الحرص على أمن الدول العربية والإسلامية لتكون عمقاً استراتيجياً لقضيتنا الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم». وفي شأن متصل، عبرت «حماس» عن قلقها إزاء الفلسطينيين العالقين في مطار القاهرة. وذكرت إنها تتابع «بقلق بالغ أنباء العالقين في مطار القاهرة منذ حوالي أسبوعين»، ولفتت الى أن العالقين «يعانون أوضاعاً معيشية وإنسانية سيئة في ظل وجود أطفال ونساء ومرضى منهم لا ذنب لهم سوى كونهم فلسطينيين من قطاع غزة أغلق في وجههم طريق العودة من خلال معبر رفح». وكانت السلطات المصرية أغلقت المعبر الذي يربط القطاع بالعالم الخارجي عبر مصر في أعقاب اندلاع الاحتجاجات الشعبية في 25 من الشهر الماضي. ودعت الحركة المسؤولين المصريين الى «عدم الزج بمعاناة الفلسطينيين في ما يحدث من أحداث في مصر التي نتمنى لها الأمن والأمان والاستقرار، ونطالبهم بإنهاء معاناتهم والسماح بعودتهم إلى أهلهم وبيوتهم في قطاع غزة بأمن وأمان».