نفت القاهرة ما تردد عن منعها مرور الحجاج الفلسطينيين الراغبين في أداء فريضة الحج، وأكدت أن معبر رفح سيبقى مفتوحا أمام الحجاج حتى الاثنين مرجعة الأزمة من وجهة نظرها إلى خلافات بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي السبت، إن المعبر مفتوح من الجانب المصري ومستعد لاستقبال أي حاج فلسطيني يحمل تأشيرة دخول صالحة للسعودية. ووجه زكي انتقادات لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) واتهمها بأنها هي التي تمنع عبور الحجاج الفلسطينيين إلى الجانب المصري، معتبرا أن ذلك يدخل في إطار صراعاتها السياسية. من جانبها نقلت وكالة رويترز للأنباء عن شهود عيان أن الشرطة التابعة للحكومة المقالة (أقامت نقاط تفتيش على مسافة ثلاثمائة متر من موقع رفح الحدودي مع مصر ورفضت السماح للحجاج بالمرور، كما منع أمن حماس الصحفيين من التوجه إلى المنطقة الحدودية في بلدة رفح). وقالت مصادر أمنية مصرية إن حماس منعت المئات من حجاج الفصائل الأخرى من الوصول إلى المعبر، لأن حجاجها لم يحصلوا على تأشيرات حج لمواصلة رحلتهم إلى السعودية عبر مصر. جاء ذلك فيما يجري تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن الأزمة بين مسؤولي الحكومة المقالة بقطاع غزة والسلطة الفلسطينية في رام الله، قبل أيام قليلة من بدء مناسك الحج. وقال وزير الأوقاف طالب أبو شعر إن حكومته ستسمح للحجاج بالعبور (من دون تمييز لمنع حدوث فتنة طائفية في المجتمع الفلسطيني). واتهم حكومة تصريف الأعمال في رام الله بالانتقائية في تسجيل الحجاج. في المقابل، نفى وزير الأوقاف برام الله جمال بواطنة هذه الاتهامات وقال إن حكومته راعت توزيعا عادلا لفرص الحج بين الضفة وغزة عند توقيعها بروتوكول الحج مع السلطات السعودية، واتهم حكومة هنية بطرد وسجن الذين قاموا بالتسجيل عن طريق السلطة في رام الله. من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية بالحكومة المقالة إيهاب الغصين إن معبر رفح البري لا يزال مغلقا وإن الجانب المصري لم يبلغهم بفتحه، واصفا الحديث عن فتح المعبر بأنه شائعات وافتراءات تشيعها حكومة تصريف الأعمال في رام الله (للتغرير بالمواطنين). يُذكر أن العام الماضي شهد أزمة مماثلة حيث سمحت القاهرة لحجاج فلسطينيين بالمرور من معبر رفح، فاحتجت إسرائيل على ذلك ورفضت مصر إدخال الحجاج في رحلة العودة إلا بعد التوقيع على تعهد بأن يعودوا عبر معبر كرم أبو سالم. وبعد أداء فريضة الحج ظل الحجاج عالقين حتى مطلع يناير حيث سمحت القاهرة بمرورهم عبر معبر رفح.