قال نشطاء فلسطينيون إنهم أطلقوا مبادرة مستقلة لا صلة لها بأي حزب سياسي أو جهة ذات نفوذ تحمل اسم «حركة تمرد في فلسطين» يسعون من خلالها إلى استنهاض مقدرات الفلسطينيين حيثما وُجدوا، وإعلاء صوت الشباب وتمكينه من المشاركة السياسية، ورفضهم استمرار الانقسام بين شطري الوطن في «غزة والضفة». وأوضح النشطاء على صفحة رسمية تتحدث باسمهم عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن حملتهم سلمية ولا تستهدف شخصاً بعينه أو تنظيما. وأكدوا أن مواجهة الاحتلال أول أهدافهم ومن ثم الوقوف ضد كل من يرعى انقسام الشعب الفلسطيني وصولاً لاسترداد شرعية المؤسسات السياسية الفلسطينية التي فقدت شرعيتها الدستورية والشعبية. وذكر النشطاء أنهم سيعلنون خلال الأيام القليلة المقبلة عن أسماء لجنة التنسيق في فلسطين والخارج. بدوره، اتهم النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، الدكتور حسن خريشة أطرافاً فلسطينية بمحاول إحداث تمرد مشابه لما جرى في مصر لإطاحة حكم حركة «حماس» في غزة. وقال خريشة في تصريح خاص ل «الشرق»: إن أشخاصاً بدأوا في استغلال حالة الانقسام للتحريض ضد «حماس» في غزة، واعتبر أن ذلك سيكون صعباً، وأي انقلاب على حركة سياسية لا يخدم المجتمع الفلسطيني وسينعكس سلباً على قضيته». مطالباً «حماس» بضرورة تحقيق المصالحة الوطنية خاصة في أزمة إغلاق المعابر والأنفاق وانعكاساتها على الفلسطينيين. وأشار خريشة إلى أن ما يجري في مصر سيباعد المسافات بين حركتي فتح وحماس وسيجعل من المصالحة أمراً غير وارد في حسابات القاهرة حالياً لانشغالها في أوضاعها الداخلية، وهذا ما يمكن أن يزرع في أذهان الغزاويين أن يغيروا الوضع القائم في غزة على غرار مصر. ورأى أن ترحيب السلطة «فتح» واليسار الفلسطيني بقرار عزل الرئيس محمد مرسي يؤكد أن الحديث عن انتخابات ديمقراطية فلسطينية أصبح نوعاً من الترف السياسي، وقال: «من لم يكن مع الديمقراطية في مصر لن يقبل حدوثها في فلسطين». وقال: «هذه القوى نفسها التي رحبت بمرسي عند انتخابه وموقفها هذا يفقدها المصداقية». وأوضح أن الأحداث في مصر خلقت خللاً في التوازنات الفلسطينية، فالرئاسة وحركة فتح رحبت بقرار عزل مرسي فيما تتحفظ حماس عن إظهار موقفها. وقال: «لم نسمع صوتاً فيها يدين أو يؤيد، وكل ما قيل إنهم مع الأشقاء في مصر». وأكد أن هذه المرحلة تتطلب وضوحاً في الموقف الفلسطيني. وأضاف: الحسابات بين حماس ومصر تغيرت بعد عزل مرسي؛ فالأنفاق والمعابر أغلقت، وهنالك انتشار للأمن المصري بشكل كبير تحت شعار توتر الأوضاع في سيناء وهذا سيدفع الغزاويين لحالة من عدم الرضا تجاه «حماس». ووصف خريشة ما جرى في مصر بأنه استخدام طرق غير ديمقراطية للانقضاض على حالة ديمقراطية. امرأة فلسطينية عالقة مع ابنها في معبر رفح بعد إغلاقه من قبل السلطات المصرية (أ ف ب)