التهمة العظمى التي جلبت الويلات على الأحوازيين هي ما يتهمهم به الاحتلال الإيراني ب”خلق عرب”، أي “الشعب العربي”، وهذه أولى التهم المنسوبة إلى النشطاء الأحوازيين، سواء في المجال الثقافي أو الاجتماعي أو السياسي، وإذا كان من الممكن وصف سبل التعذيب الذي يتعرض له المتهم، فإنه من المستحيل تقدير حصص التعذيب للمعتقل، التي ترافقه طوال فترة السجن إن نجا من الإعدام. وإلى جانب تهمة “الشعب العربي” توجد قائمة من التهم الجاهزة الأخرى، يحاول السجين نفيها والتمسك بقول “لا” كمحاولة منه لإبعاد عقوبة الإعدام عنه، إلا أن “العروبة” هي التهمة الوحيدة التي يستحيل إنكارها، ولا سبيل للمعتقل إلا قول “نعم أنا عربي” مهما بلغت شدّة التعذيب، باعتبار أن العروبة تسري في عروق كل أحوازي؛ إذ لا توجد أمة في العالم سجلت على نفسها الانسلاخ من جلدها. وتتصدر الدول العربية قائمة المتهمين الذين تنسب إليهم تهمة دعم ومناصرة أبناء الحركة الوطنية الأحوازية، وغالباً ما يصنف المتهم الأحوازي بالموالاة إلى العراق أثناء الحرب الإيرانية-العراقية؛ لضمان إصدار حكم الإعدام ضده، باعتباره متآمراً مع العدو، على حد زعم سلطات الاحتلال الإيراني. وإضافة إلى العراق، تصدرت كلٌ من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية قائمة المتهمين بدعم الأحوازيين، ورغم بطلان هذا الادعاء الإيراني إلا أنه يؤكد البعد العربي والدولي للقضية العربية الأحوازية من وجهة نظر القانون الدولي.