انفجرت أمس السبت سيارتان مفخختان في بلدة الريحانية التركية القريبة من الحدود مع سوريا. وقال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إن هجمات السيارات الملغومة قد تكون ذات صلة بالصراع الدائر في سوريا أو بعملية السلام بين أنقرة والمتمردين الأكراد. في السياق ذاته، أعلن وزير العدل التركي، سعدالله إرجين، أن عدد الذين سقطوا بين قتيلٍ وجريح بسبب تفجيرات أمس أكثر من مائة إلى الآن، وأن عدد القتلى ثلاثون، كما لفت إلى ارتفاع عدد المصابين. من جانبه، أفاد الناشط السوري محمود عكل، الذي كان قريباً من مكاني الانفجارين، بأن الانفجارين وقعا بدايةً من تمام الساعة الواحدة وخمسين دقيقة ظهر أمس بالتوقيت المحلي لتركيا، وأن الفارق بينهما دقائق قليلة. وأوضح عكل ل»الشرق» أن الانفجارين ناتجان عن سيارتين مفخختين استهدفتا منطقتين لتجمُّع السوريين، وبشكل خاص الانفجار الذي وقع بين مبنى البلدية ومخفر الشرطة الذي كان عكل قريباً منه لحظة وقوعه، كما أوضح أنه شاهد جثث الضحايا والمصابين ملقاة على الأرض قبل وصول سيارات الإسعاف إلى المنطقة. واتهم الناشط السوري نظام الأسد وعملاءه بتدبير الانفجارين، مبيِّناً أن المنطقتين اللتين شهدتا وقوع الانفجارين تعدّان الأهم من حيث وجود المنظمات الإنسانية والإغاثية الداعمة للاجئين السوريين والنازحين. وذكر عكل أن 14 شخصاً سورياً قُتِلُوا في الانفجارين، بينما قُتِلَ 14 تركياً، وأشار إلى ردود أفعال قام بها عشرات من الشباب الأتراك بالاعتداء على السوريين وتحطيم زجاج سياراتهم عقب الحادث وقبيل وصول الشرطة التي فرضت النظام، فيما لزم النازحون السوريون منازلهم بعد هذه الاعتداءات. وقال شاهد عيان آخر كان قريباً من مكان أحد الانفجارين «كنتُ على بُعد حولي ثلاثين متراً من الانفجار الذي وقع وسط السوق في البلدة، وكانت توجد فيه أعداد كبيرة من الناس في هذا الوقت»، وأضاف أن الانفجار كان ضخماً وأصاب كثيراً من الناس بينهم أطفال ونساء، وأنه شاهد الجثث ملقاة على الأرض، ومخضَّبة بالدماء. ولفت إلى أن كثيراً من واجهات المحال التجارية تحطمت، وأن عدداً من السيارات التي كانت قريبة من المكان قد احترقت أو أصيبت، وأن سيارات الدفاع المدني والإسعاف وصلت خلال دقائق وأسعفت المصابين. كما أكد أن العشرات من الشباب الأتراك اعتدوا على سوريين كانوا موجودين في المنطقة التي تغصّ بهم، كما اعتدوا على سياراتهم بتحطيم أنوارها وزجاجها.