شارك عشرات الآلاف من المعتصمين العراقيين في صلاة جمعة موحدة أمس في يوم أطلقوا عليه «خيارنا حفظ كرامتنا». وتظاهر الآلاف من المصلين في مدينتي الرمادي والفلوجة على الخط الدولي السريع عقب صلاة الجمعة الموحدة مطالبين بإسقاط حكومة نوري المالكي ومنددين بازدواجيتها تجاههم. وقال خطيب جمعة الرمادي، الشيخ محمد الجميلي، إن أحداً لا يمثل معتصمي الأنبار في أي حوار مع الوفد الحكومي لدراسة مطالب التظاهرات إلا المعتصمين أنفسهم، وعدَّ أن المالكي وحكومته يعاملون العراقيين بازدواجية، تارة هم الرافضون وبشدة لجيش العشائر في الأنبار وفي نفس الوقت يحضرون استعراضا لميليشيات مسلحة قتلت من الشعب العراقي أكثر مما قتلته القوات الأمريكية. واتهم الجميلي في خطبته بعض الساسة في الأحزاب بمحاولة ركوب موجة الاعتصامات من أجل مكاسب مادية ومناصب جديدة في الحكومة، وقال «نحن نؤكد أن هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم ولن نسمح لأحد أن يمثل المعتصمين من خارج ساحة الاعتصام». وحمّل الشيخ الجميلي من سماها «ميليشيات إرهابية» بالعمل على ضرب المساجد وقتل المصلين فيها بعلم وسمع الحكومة «التي تتغاضى عنهم لأنهم يمثلون أجندات إيرانية»، حسب اتهامه. وفي الفلوجة، أكد خطيب الجمعة، الشيخ مصطفى غائب، أنه لا يمكن فض الاعتصامات والتظاهرات طالما الحقوق والمطالب مازالت مسلوبة من قِبَل الحكومة، وقال أمام الآلاف «أنتم يا أهل الفلوجة كنتم أول من خرج ونادى بحقوق الملايين من العراقيين المسلوبة من قِبَل الحكومة، أدعوكم للمواصلة والمرابطة في ساحات الاعتصام لحين إرجاع هذه الحقوق إلى أهلها». واعتبر أن الحكومة العراقية فشلت فشلا ذريعا في إدارة شؤون البلاد، وطالب التحالف الوطني بالإسراع باستبدال المالكي ب «شخص أمين وصادق». وفي ساحة اعتصام سامراء، طالب الشيخ حسين غازي الأممالمتحدة بإجراء تحقيق في حادثة قتل معتصمي الحويجة، متهماً الحكومة بمباركة ودعم الاستعراض العسكري الذي أقامته ميليشيا عصائب أهل الحق مؤخراً، واصفا الأخيرة ب «عصائب أهل الباطل». وتابع «تظاهراتنا كانت وستبقى سلمية رغم كل المحاولات التي مورست ضدها لإخراجها عن مسارها، وإذا أرادت الحكومة الحوار فلتحاورنا بالأفعال وليس بالأقوال، لن تسمع الحكومة منا ما تستريح له أذنها حتى نرى منها ما تقر له الأعين». من جانب آخر، تناقضت المواقف ما بين قرار مجلس محافظة الأنبار بتشكيل وفد للتفاوض مع الحكومة الاتحادية في بغداد، ورفض قادة الاعتصام موضوع التفاوض. وكان نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، سعدون عبيد الشعلان، أكد تشكيل هذا الوفد من 12 شخصا من قادة الاعتصامات والتظاهرات في المحافظات المعتصمة، وأفاد بأن الوفد سيبدأ التفاوض الأسبوع المقبل مع الحكومة. غير أن النائب عن القائمة العراقية، شعلان الكريم، شدد على رفض قادة الاعتصام التفاوض مع الحكومة، وأكد أن التظاهرات مستمرة وأن أمر إنهائها متروك بيد المتظاهرين أنفسهم وليس بيد رجال الدين أو شيوخ العشائر، داعيا الأطراف التي تعتزم التحاور مع الحكومة إلى «العودة إلى رشدهم وعدم مجاملة الطغاة والمارقين». .. وآخرون في ساحة اعتصام الفلوجة يرفعون الأعلام العراقية (إ ب أ) متظاهرون عراقيون بعد صلاة الجمعة أمس في مدينة الفلوجة