خرج عشرات الآلاف من العراقيين السنة في مظاهرات حاشدة بعد الانتهاء من أداء صلاة الجمعة لليوم السابع والتسعين على التوالي لتأكيد مطالبهم في اطلاق سراح المعتقلين من الرجال والنساء وحسم ملفات المشمولين بقانون اجتثاث البعث. وتأتي المظاهرات رغم الاعلان عن تشكيل وفد يضم 15 شخصا للتفاوض مع الحكومة العراقية لحسم مطالب المتظاهرين. وانطلقت المظاهرات التي اطلق عليها جمعة "يدا بيد نسترد الحقوق" في ساحات الاعتصامات في الموصل وكركوك والانبار وصلاح الدين وبعقوبة وسامراء والفلوجة واحياء ببغداد يتقدمها عشرات من رجال الدين وشيوخ العشائر والسياسيون في ظل اجراءات امنية مشددة. واتهم خطيب الجمعة في سامراء ، الحكومة "بخلق الأزمات وبث الفرقة والدماء بين العراقيين". وقال: "علينا الثبات في ساحات الاعتصام من أجل اثبات الحقوق وان هذه الساحات هي طريق العزة والكرامة وعدم مغادرة هذه الساحات الا بإحقاق الحق وملاحقة المندسين الذين يسيئون الى مطالب المتظاهرين ونبذ الخلافات العشائرية والسياسية من اجل وحدة العراق والابتعاد عن الفتن الطائفية سواء بين العراقيين او مع الشعوب العربية". في حين طالب خطيب الجمعة امام آلاف من المصلين في ساحة الاعتصام في الرمادي "الحكومة العراقية بالكف عن لغة التهميش والتهديد واطلاق سراح المعتقلين في السجون". الاعتصامات مستمرة وفي السياق, أعلن ناشطون عراقيون استمرار المظاهرات والاعتصامات التي تقترب من شهرها الرابع في ست محافظات منها العاصمة بغداد، بينما أكدت مصادر حكومية عراقية امس أنها ستبدأ الأسبوع القادم مفاوضات مع وفد يمثل المتظاهرين. وقال ناجح الميزان أحد قادة الاعتصام في العراق: إن الاعتصامات مستمرة في سلميتها حتى تستجيب الحكومة لكافة المطالب من دون تجزئة. وفي بيان تلاه نيابة عن اللجان الشعبية من ساحة العزة والكرامة في مدينة الرمادي بعد اجتماع ضم قادة الاعتصامات في المدن العراقية، أكد الميزان أن لا أحد من السياسيين يمثل المعتصمين أو يتحدث باسمهم. من جانبها أعلنت اللجان الشعبية في الساحة ذاتها أنها ستواصل الاعتصامات إلى أن تستجيب الحكومة للمطالب، وأشارت اللجان إلى أن لا أحد من السياسيين يمثل المعتصمين أو يتحدث باسمهم. وجاءت هذه التعليقات ردا على إعلان الحكومة العراقية عن مفاوضات ستبدأ بإجرائها مع وفد يمثل المتظاهرين في المحافظات المختلفة في الأسبوع المقبل. وكان رئيس اللجنة السياسية لساحة اعتصام الأنبار عبدالرزاق الشمري قال: إنه تم الاتفاق على تسمية 15ممثلا عن المتظاهرين للتفاوض مع الحكومة العراقية سيحملون مطالب المتظاهرين في ست محافظات هي بغداد والأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى. وأضاف: إن "الوفد ضم أساتذة جامعات وأطباء وضباطا متقاعدين تم اختيارهم من قبل اللجان المنسقة والمتظاهرين في ساحات الاعتصام التي مضى عليها أكثر من ثلاثة أشهر، وإن أسماء الموفدين أصبحت لدى الحكومة وننتظر مجيء ممثليها للأنبار للبدء بالتفاوض". ودعا الحكومة التي يرأسها نوري المالكي "إلى استثمار هذه الفرصة الأخيرة لكي تنهي خلافاتها مع الشعب" محذرا من أن "لجوءها لأسلوب المماطلة والتسويف لن يكون في صالحها". ومن جانبه شن صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي هجوما على قائمة "متحدون" التي يرأسها أسامة النجيفي ورافع العيساوي.