جدة – عبدالعزيز الخزام يريد منا بعض المتحمِّسين أن نطارد الناس بين الأرصفة والسيارات. نحن نخدمكم ونسهر على راحتكم ولا ننوي إيذاءكم فاصبروا علينا. قال الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبداللطيف آل الشيخ، إن هناك فئات في المجتمع تمارس ضغوطات هائلة على الهيئة لتكون «يداً باطشة ومتسلطة» على أفراد المجتمع، حسب وصفه. وبين آل الشيخ خلال حديثه في إثنينية عبدالمقصود خوجة، في جدة أمس الأول، أنه منذ تعيينه رئيسا عاما للهيئة وهو يواجه حملة تهدف إلى تحريض رجال الهيئة على ملاحقة الناس ومطاردتهم «من رصيف إلى رصيف ومن سيارة إلى سيارة»، مؤكدا وقوفه بكل حزم أمام هذه المحاولات، وتأكيده على أداء مهام الهيئة وفق منهج الرسول عليه الصلاة والسلام. وأشار إلى أنه عمل منذ أول يوم له في الهيئة على إلغاء «نظام المتعاونين»، الأمر الذي فتح باب الهجوم عليه بضراوة، حسب قوله، معددا بعض الأوصاف التي قيلت بحقه مثل «التغريبي» و»الليبرالي». كاشفا للمرة الأولى خلال حديثه عن ملامح ما أسماه «عهد «المتعاونين»، الذين كانوا «بعشرات الآلاف، من عسكريين وموظفين وطلاب مدارس وعاطلين وغيرهم»، مضيفا أن بعضهم كان يرى أنه «الحاكم بأمره»، ومبديا سعادته بانتهاء هذه المرحلة التي كانت «مليئة بالأخطاء». وفي رده على من يطالب الهيئة بالتصدي لمحاربة الغش التجاري والتدليس، باعتبارها صورا من صنوف المنكر، قال آل الشيخ إن محاربة الغش التجاري والتدليس من تخصص وزارة التجارة. وبحديثه عن آلية العمل في الهيئة، أوضح آل الشيخ أنه ينتهج سياسة «الباب المفتوح»، وقال إن الاتصال بهاتفه الجوال يبقى متاحا أمام الجميع حتى الساعة الواحدة صباحا، مضيفا أنه عمل على تدوير القيادات، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ثم المتابعة، وعدم التسامح أمام الأخطاء، إضافة إلى إيجاد الدورات التدريبية لموظفي الهيئة في السلوك والمخاطبة واللغة، مشيرا إلى اتفاق الهيئة مؤخرا مع وزارة الخارجية وسبع وثلاثين جامعة سعودية لتدريب منسوبي الهيئة وتطوير مهاراتهم. ووجه آل الشيخ رسالة للمجتمع قال فيها «نحن نخدمكم، ونسهر على راحتكم، ولا ننوي إيذاءكم، فاصبروا علينا، ونحن نعلّم الآن وندرّب منسوبينا، وسترون ثمار ذلك قريبا». ولم يفوّت الرئيس العام للهيئة فرصة الحديث مع المجتمع الثقافي في جدة دون أن يتطرق لعرض بعض الأرقام الحديثة التي أعلن عنها للمرة الأولى، حيث كشف أنه خلال الفترة من شهر صفر من العام الماضي وحتى 19 من جمادى الأولى الماضي، ضبطت الهيئة 215 ساحرا، و700 قضية ابتزاز، و554 عملية اتجار بالبشر، وأغلقت 426 مصنع خمور.