في السابق كانت صورنا بالكاميرات التي تنتهي بأفلام نسارع بالذهاب بها إلى استوديو التصوير لتحميضها والاستمتاع برؤيتها ثم حفظها في ألبومات نرجع إليها وقت الأفراح والأتراح. الآن صورنا في كل مكان في الجوال، في الآيباد، في الكمبيوتر، في الكاميرات الحديثة على شرائح تنزلها على الكمبيوتر وهي قطع صغيرة سهلة الضياع وفي التليفزيون ومستقبلاً سيجعلون كاميرا مع الثلاجة، المنتجات الحديثة استغلت عشق الناس للتصوير فأرفقت الكاميرا مع كل منتج حديث. المشكلة أن الألبومات خلت من الصور وأصبحت الصور مرفقة بذاكرة جوال أي مسحة غلط على غفلة ممكن تهلك صور سنين إلى غير رجعة وفي كل الأجهزة الإلكترونية ممكن يحدث هذا، حتى تنزيل الصور وطباعتها في المنزل وهم آخر لا نمل من ترديده، وكلنا نعتقد أننا سنأخذ هذه الصورة إلى الاستوديو لطباعتها ووضعها في ألبومات، ولكن في الواقع مع دوامة الحياة ومع كثرة الصور التي أصبحت هاجساً يومياً للكثيرين صرنا لا ندري ماذا نحمض؟ وماذا نلغي؟ في النهاية سنكتشف أننا لا نملك صوراً لنا ولأولادنا ولذكرياتنا السعيدة؛ لأنها ستضيع مع جوال غرق في ماء وشرائح ضاعت وتسويفات طباعة صور أدمناها بعد أن سهلت عملية التصوير، قلت أهمية الصور فلم نتهافت على الركض إلى الاستوديو ورؤيتها في الشريط البني القديم ورؤيتها قبل التحميض وبعد التحميض، الخلاصة أن الصورة فقدت قيمتها حالياً لكثرة وجودها بين أيدينا في جميع أجهزة الاستخدام الإلكترونية ولكننا سنندم كثيراً على ضياعها في المستقبل.