يحرص الكثيرون على توثيق مراحلهم العمرية والذكريات والأحداث التي مروا بها وتمثل أهمية خاصة لهم، وتعتبر ذكريات الطفولة ومراحل العمر الأولى هامة في حياة كل إنسان، ولكن في المقابل هناك من يغفل عن توثيق مرحلة هامة من عمره، إلى أن يبلغ من العمر عتيا. وأمام الرغبة في العودة إلى الماضي بكل تفاصيله، والتأمل في الصورة الشخصية، وما تحمله من ذكريات، يلجأ الشباب إلى صورهم الموجودة في الملفات المدرسية، ليجدوا مراحل عمرهم موثقة من سن السادسة وحتى سن الثامنة عشرة التي أنهوا فيها الثانوية العامة. أما الفتيات فالكثير منهن يتحسرن على ذكريات الماضي، إذ لا يجدن لهن أي صور، حيث لم يكن التصوير متاحا في تلك الفترة بالطريقة التي هو متاح بها اليوم، فقد كان التصوير في الماضي يحتاج إلى كاميرا وأفلام وتحميض وألبومات، بخلاف الوقت الحالي، حيث يستطيع الشخص توثيق صوره وصور أسرته كاملة حتى بهاتفه النقال، والاحتفاظ بها في جهاز الكمبيوتر بسهولة. تقول هدى (موظفة بأحد القطاعات الخاصة) إن رصد مراحل الحياة هام جدا بالنسبة للإنسان وخاصة الأطفال، فالصور هي التوثيق الأول. مضيفة أن قلة من الناس تحتفظ بالصور القديمة لها، فمن يبلغ اليوم من عمره الأربعين أو الخمسين لا تجدهم يحتفظون بصورهم، فربما ظروف الحياة وتغيراتها ساهمت بشكل كبير في ضياع هذه الصور. مشيرة إلى أن البعض يخصص حائطا في منزله أو في مكتبه لتعليق صوره القديمة، فربما يسترجع بها ذكريات مضت أو أناسا رحلوا. وبينت علياء الزهراني (معلمة) أن الصورة توثيق هام في الحياة، فالإنسان يتذكر بها مراحل عمره، والذكريات التي تمثل مرتكزات في حياته. مشيرة إلى أنه في الماضي لم يكن هناك تصوير كما هو الحال الآن. وأضافت "حينما كنا في القرى لم نكن نملك كاميرات أو نحو ذلك من أدوات التصوير، بل كان هناك مصور يجوب القرى والمحافظات، يقوم بتصوير من يريد ويمنح مقابل ذلك أجرا زهيدا"، مشيرة إلى أن الأسر حاليا تتسابق على تصوير أفراد أسرتها، وتوثيق تلك المرحلة لاسترجاعها فيما بعد. وقالت إن ارتفاع أجرة التصوير اليوم جعل الكثير من الأسر والأشخاص يعمدون إلى شراء كاميرات خاصة لرصد كل ما هو متعلق بالأطفال ونحوهم. وأشارت إلى تعدد أنواع الكاميرات في المنزل الواحد، إضافة إلى أن بعض الأطفال أنفسهم أصبحوا يملكون كاميرات خاصة بحكم هوايات بعضهم. وذكرت علياء أن الهاتف الجوال اختصر جميع المسافات، ولم تعد الكاميرات ذات أهمية بالنسبة للجوال الذي يتميز بكاميرا واثنتين، وذاكرة كبيرة تتسع لتخزين مئات الصور، سواء للأطفال أو غيرهم. مبينة أن الجوال أصبح يختصر المسافات وبالإمكان تخزين جميع صور أفراد العائلة به. وأضافت أن هذه الصور تضاهي في جودتها أفضل إنتاج بعض المصورين. وقال سلطان أحمد (صاحب محل بيع جوالات) إن هناك إقبالا على الجوالات المزودة بكاميرا، لاستخدامها في التصوير، وإن جودة الكاميرا ومواصفاتها الفنية معيار مهم عند الشراء. مضيفا أن الجوالات التي يحضرها أصحابها للصيانة تكون غالبا مليئة بالصور للصغار والكبار، وبعض الزبائن يطلب نسخ هذه الصور على فلاشات أو وضعها في CD أو نحو ذلك. وأشار إلى أن هذه الجوالات تستخدمها الفتيات بكثرة في الأعراس ونحو ذلك، وخاصة في شاشات العرض لاسترجاع مراحل متعددة من مراحل المحتفى بهم أو بهن.