اعتبر رئيس الوزراء العراقي أن «المشاركة الكبيرة من رجال الجيش والشرطة في انتخابات مجالس المحافظات أمس الأول رد عملي على من يروجون الشائعات لمنع الأصوات الحرة من المشاركة في الاستحقاق الانتخابي»، واعداً ناخبيه من أهالي محافظة ميسان ب «جنة» سيسهم فيها التطور النفطي الذي تشهده محافظتهم. وبيَّن المالكي لأهالي ميسان أن تصويتهم لصالح ائتلافه الانتخابي بما يجعله يشكل حكومة أغلبية على صعيد المحافظة سيساعد على توفير الخدمات ل «تلك الجنة بما فيها مياه الشرب»، محذراً من أن عدم المجيء بأغلبية سيضع المحافظات في يد «الطائفيين» و«البعثيين الصدَّاميين». وأضاف في كلمةٍ له أمس خلال تجمعٍ لائتلاف دولة القانون في ميسان، إن «التصويت الخاص، والمخصص لرجال الجيش والشرطة، شهد إقبالاً غير مسبوق، حيث بلغت نسبة التصويت فيه أكثر من 72 %». شرطي عراقي غمس إصبعه في الحبر الفسفوري بعد التصويت (إ ب أ) وقال «السياسة في المفهوم الإسلامي الوطني هي عملية صدق وصراحة ورعاية لمصالح الناس، ولكنها في مفهوم المتآمرين مكائد وأكاذيب ودعاية يريدون من خلالها أن تغيب الأصوات الحرة عن صناديق الاقتراع كي تبقى الصناديق لأولئك الذين يريدون أن يمثلوا المشاريع التي لا تنسجم مع الإرادة الوطنية». وحث المالكي الناخبين على ضرورة إحسان اختيار المرشح والقائمة التي ينتمي إليها، وشدد على أن «رعب المواطن نتيجة التهديد والقتل لا يمكن أن يعود طالما أن هناك استقراراً سياسياً وأمنياً، منوهاً إلى «أن هناك رعباً ورهبة لدى أولئك الذين يعارضون العراق والعملية السياسية برمتها وخصوصاً الانتخابات، كونها المرحلة الأخيرة من عملية استكمال بناء الدولة». في المقابل، اتهم ائتلاف العراقية الوطني الموحد بزعامة إياد علاوي، أمس الأحد، قناة العراقية الفضائية ب «تسخير» نفسها للترويج لنوري المالكي، واتهم «دولة القانون» ب «منع» حملته في بعض محافظات الفرات الأوسط والجنوب. وفيما أكدت «العراقية» في بيانٍ أصدرته أمس أن الإيغال في تلك التجاوزات والانتهاكات يجعل العملية الانتخابية «عرضةً للتزوير الفاضح»، شددت على ضرورة إيقافه قبل التصويت العام. وقالت «العراقية» في بيانها إن «جهة سياسية نافذة توظف كل الإمكانات في التجاوز على قواعد وقوانين العملية الانتخابية والتعدي على جميع الفرقاء السياسيين دون رادع أو رقيب». وتابع البيان «لم يكن أول تلك الانتهاكات تسخير قناة العراقية، المملوكة للشعب، في مهاجمة الشركاء السياسيين من قِبَل رئيس ائتلاف دولة القانون القائد العام للقوات المسلحة، قبل ساعات من التصويت الخاص دون أن تتاح للآخرين فرصة الرد المتكافئ». واتهم البيان آمر لواء الشرطة الاتحادية في كربلاء بتسيير حافلات محملة بناخبين لصالح «دولة القانون» أمس الأول، ضارباً عرض الحائط باحتجاجات مراقبي الكيانات السياسية ومتوعداً إياهم. وأشار البيان إلى أن «ائتلاف العراقية، وكما هو متوقع، كان على رأس تلك الاستهدافات، إذ منعت إحدى نقاط التفتيش في مدخل كربلاء قبل يومين، سيارة تحمل بوسترات وصور الرئيس علاوي من دخول المدينة وأعادتها إلى بغداد تحت التهديد». وكانت القائمة العراقية هددت عقب انتهاء عملية الاقتراع الخاص، السبت، بأنها «ستطعن في شرعية الانتخابات ونزاهتها في حال وجود تهديد ضد منتسبي الأجهزة الأمنية أو ضغط عليهم بهدف التصويت لمصلحة جهة سياسية نافذة». وفي حين اعتبرت أن ذلك يشكل «خرقاً فاضحاً للدستور»، دعت إلى حماية نزاهة الانتخابات و«إلغاء الأصوات المزورة». وقال النائب عن «العراقية»، وليد عبود المحمدي، إن «التصويت الخاص كشف حقيقة تناقض الحكومة، فهي تقول إن الوضع الأمني في الأنبار ونينوى غير مستقر ولذلك أجلت الانتخابات، ثم تقول اليوم إن الاقتراع الخاص في هاتين المحافظتين مر بسلاسة».