قطع الرجل المسن لطيف العنزي على كرسيه المتحرك أميالاً عدة من منزله الكائن في ناحية القادسية، جنوب النجف، الى مركز المدينة حيث المركز الانتخابي ليدلي بصوته وهو يردد «نعم ، نعم ، للمرجعية». العنزي قال انه كان مصراً على مقاطعة الانتخابات، لكنه غير رأيه بعدما دعا المرجع الأعلى اية الله علي السيستاني إلى مشاركة الجميع فيها فقرر التصويت خوفاً من الوقوع بحرمة شرعية. لكن العنزي اكد انه انتخب قائمة «علمانية» بعدما علم ان السيد(السيستاني) لايدعم أحداً وترك للناس حق التصويت لمن يرونه اصلح لهم. وكان السيستاني اعلن حياده لكنه حضَّ بقوة على المشاركة الواسعة في الانتخابات مبدياً قلقه من احتمالات التزوير. ولم يكن الشيخ المسن الوحيد الذي كانت دعوة السيستاني دافعه إلى الاقتراع، إذ قال إن الكثير من الناخبين في النجف يؤيدون موقف المرجعية المحايد بالاضافة الى دعوتها الى المشاركة. وتجمهر منذ الساعات الاولى صباح أمس آلاف المواطنين من نساء ورجال شيوخ وشباب امام مراكز الاقتراع وسط اجراءات امنية مشددة صاحبها حظر السيارات ثم ألغي الحظر عند الظهيرة. ولوحظ ان نساء يرتدين العباءات السوداء كن يهتفن انشودة اشتهرت خلال الايام الماضية: «ياعراق شد حيلك قوم»، تصاحبها الزغاريد. واكد محافظ النجف عدنان الزرفي ان «انفجار السبت الذي اودى بحياة عدد من الاشخاص منح الأهالي عزماً مضافاً على المشاركة في الانتخابات». واشار في اتصال مع «الحياة» إلى ان «الناخبين النجفيين توجهوا بحماسة واندفاع كبيرين، ولا خروق وعملية التصويت جرت بشكل جيد في مختلف المراكز الانتخابية». ولاحظ مراسل «الحياة» خلال تجوله على المراكز الانتخابية وفداً من المراقبين الدوليين يضم أربعة مراقبين من دول أجنبية وثلاثة مراقبين من دول عربية وصلوا إلى المحافظة لمراقبة العملية الانتخابية في مراكز التصويت. على الصعيد الأمني، اكد قائد عمليات الفرات الاوسط الفريق عثمان الغانمي «عدم تسجيل اي خرق». وقال إن «طائرات الجيش الاميركي تشارك في حفظ الأمن». واشار الى ان «قيادة عمليات النجف قامت، قبل 48 ساعة، من فتح مراكز الاقتراع بتفحص جميع المراكز الانتخابية، عن طريق أجهزة كشف المتفجرات وبعد التأكد من سلامة المراكز سلمتها إلى قوات الشرطة». وأكدت نتائج اولية تقدم «ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي تلتها «القائمة العراقية» بزعامة اياد علاوي ثم «الائتلاف الوطني العراقي» الذي يضم معظم الاحزاب الشيعية الرئيسة التي تعد النجف معقلها الرئيسي. وفي محافظة النجف 284 مركزاً انتخابياً يضم 1877 محطة موزعة على الاقضية والنواحي. ويتنافس ستة آلاف مرشح يمثلون 86 كياناً سياسياً. وفي كربلاء (104 كلم جنوب بغداد) كان الإقبال جيداً، بسبب عدم حظر السيارات وابدت المنظمات المراقبة للانتخابات في المدينة ارتياحها إلى سير العملية. وقال المنسق الاقليمي لشبكة «شمس» حسين الابراهيمي أن «فتح المحطات كان في الوقت المحدد في عموم المحافظة». وأشار إلى «وجود بعض المشاكل الفنية، إذ إن العشرات من الناخبين من منطقة العباسية الشرقية لم يجدوا أسماءهم في المراكز القريبة من منازلهم»، موضحاً أن «سبب ذلك هو عدم تحديث سجلاتهم». من جانبها أكدت مفوضية الانتخابات في محافظة كربلاء أنها «خصصت مراكز لكل من لم يجد صوته في المركز القريب من سكنه، كما حددت مركزين للمهجرين». ويبلغ عدد المرشحين في كربلاء 236 مرشحاً بينهم 69 امرأة، فيما بلغ عدد القوائم المشاركة 20 قائمة انتخابية.