علي الهامي أخيرا استطعت الحصول على إجازتي السنوية ذات الثلاثين يوما من مؤسسة القطاع الخاص التي أعمل بها، وكلي تخطيط مابين السفر هنا وهناك، وتفكيري أن أسافر إلى كل مكان في هذه الفترة الزمنية القصيرة ذات الثواني المعدودة في نظري، ولكن رضيت بالأمر الواقع عندما عرفت أن إجازتي ستنتهي في (غمضة عين) والأفضل أن أختصر الاختيارات في السفر. وبصفته «محدثكم» محب للسياحة الداخلية، وفي نفس الوقت محب (للختات) السريعة خارج البلاد، فقد قررت أخيرا أن أسافر إلى دبي، ومن ثم إلى جنوب المملكة، وبالفعل انطلقت إلى دبي (دار الحي) واستمتعت لأقصى درجة ممكنة خلال عشرة أيام من العمر، ومن ثم انطلقت حسب التخطيط لزيارة المناطق الجنوبية. ولكن حدث مالم يكن في الحسبان! فقد صادفت إجازتي مع إجازة المدارس، وصدمني ارتفاع الأسعار للوحدات السكنية إلى 300%، والأجمل من ذلك أن كل أصحاب الشقق يستقبلونك بكلمة واحدة: (لا نُؤجر للعزوبي)! إلى أن وصلت لمرحلة اليأس، لذلك قررت أن أبقى صامدا ولا أنهزم بسهولة، وقررت أن أنام في سيارتي كنوع من (العناد) وبالفعل نمت ليلتي الأولى في السيارة، واستيقظت بفضل الشمس التي كانت على وجهي مباشرة، ومن ثم انطلقت لغابة سياحية شهيرة في المنطقة لكي استمتع بالمنظر الخلاب، ولكن عند وصولي إلى البوابة صدمت من تلك اللوحة العملاقة بجانب الباب (للعائلات فقط)! يا إلهي ماذا أعمل أينما اتجهت فأنا مطرود، ولكن بما أن محدثكم (بطل) ولا يستسلم بسهولة، اتجهت إلى منطقة مجاورة للمنطقة التي كنت فيها، واتجهت إلى محل عبارة عن فتحتين للتحف والهدايا، وكان خاليا من (الزبائن) وعند دخولي سلّمتُ، فرد البائع السلام، وأضاف بعد السلام مباشرة (المحل للعوايل يالحبيب)! هنا فقط استسلمت وخرجت بغضبي وقهري متجها مرة أخرى لدبي (دار الحي) قبل أن تنتهي إجازتي التي ضاع بعضٌ منها في السياحة الداخلية.