اتجهتُ إلى الدوحة لأجل إنهاء بعض الأعمال الخاصة، واخترت الأربعاء لنيّتي أن أقضي عطلة نهاية الأسبوع في الدوحة، وبعد وصولي وإنهاء عملي لم استطع البقاء في الدوحة ،بل هربت منها «طفشا» في ذات يوم وصولي ،لأني لم أجد أيّ وسائل سياحية ترفيهية باستثناء مجمّعين تجاريّين والسينما، كان هذا في أواخر العام 2004م، حيث كانت زيارتي الأولى لدولة قطر. ومع توالي زياراتي لها في الأعوام 2005، 2006 و2008 لإنهاء بعض الأعمال هناك ، قررت في العام 2012 زيارتها سائحا ،تخيّلوا في 8 سنوات فقط تغيّرت نظرتي، وأعتقد أنها نظرة الكثير تجاه قطر، فقد تمكّنتْ من بناءِ بيئة سياحية عائلية جاذبةٍ ،بعد أن تمّ بناء مشاريع ومناطق سياحية رائعة وممتعة، مثل متحف الفن الإسلامي في الدوحة، منطقة كتارا ومشروع اللؤلؤة قطر ،والعديد من المشاريع السياحية ،والمشاريع تحت الإنشاء، فلهم التحيّةُ والتقدير وكلّ الأماني بمواصلة النمو السياحي والتطوّر لقطر ولأهلنا في قطر. في حال افتراضنا أن المسافر الواحد تبلغ تكاليف سفره 6,500 ريال فإن ما تخسره السياحة المحلية سنويا يفوق 82 مليار ريال كأقلِّ تقدير. وفي سياق السياحة لفت انتباهي تقريرٌ يُشير إلى أن عدد السعوديين الذين يسافرون خارج المملكة في الإجازات قد بلغ 12,7 مليون سعودي، وهذا العدد المهاجر من المملكة فيه إشارة واضحة وصريحة إلى عدم قدرتنا اجتذاب المواطنين نحو السياحة المحلية، ويعني بشكل آخر تعزيز أسواق أخرى بأموالنا خصوصا في الدول المجاورة والقريبة والتي يفضّلها السائح في الإجازات القصيرة بُغية استغلال الوقت مثل الامارات العربية المتحدة وخصوصا إمارة دبي، حيث يشير التقرير أيضا إلى أن نحو 2 مليون سعودي سافروا إلى الامارات العام الماضي، كما تشير الأخبار، إلا أن الشيخ محمد بن راشد كان في الإجازة الأخيرة يشاطر الإماراتيين الترحيب بالسائحين ،وخصوصا السعوديين « أكرمك الله يا شيخ محمد» ودبي نمت في 10 سنوات لتكون محطّ أنظار العالم. نعود لسوقنا السياحي المحلي والذي يعاني من الهروب والهدر، حيث بلغت الأرقام وبطريقة الشباب المفضّلة وهي «القطة»، ففي حال افتراضنا أن المسافر الواحد تبلغ تكاليف سفره 6,500 ريال فإن ما تخسره السياحة المحلية سنويا يفوق 82 مليار ريال كأقلِّ تقدير، وهذا الرقم الذي نفقده سنويا أنا متأكد بأن هيئة السياحة تعمل جاهدة ومنذ أكثر من 10 سنوات لاجتذاب جزءٍ منه ولاستقطاب السعوديين إلى السياحة في بلدهم حتى وإن كانت هذه الخطوات بطيئة. نحمد الله على نعمة الحرمين، فالسياحة الدينية هي المساهم الأكبر في تحسين الأرقام السياحية لدينا، ولكن بلداً بمساحة المملكة والتنوع المناخي فيها يجعلنا نطالب بعددٍ أكبر من المواسم السياحية، شمالا في الشتاء، جنوبا في الصيف، شرقا وغربا بمناطق وواجهات بحرية جاذبة هنا وهناك، المنطقة الوسطى بالفعاليات والمؤتمرات وأخيرا صحراويا بالفعاليات والمنتجعات ،يجب النظر فيما يجذب السائح الفرد والسائحين العوائل إلى ما نتمتع فيه من تنوع بيئي سيسهم في بناء بيئة سياحية جبارة، دعونا نقتل البيروقراطية والخوف وننفتح على سياحة عائلية متحفِّظة ولكن جاذبة. Twitter: @THAMER_ALSAEED