الرياض، جدة، الدمام – خالد الصالح، محمد النغيص، ليلى الصامطي سائحون: لا نبلِّغ السفارات السعودية عند وصولنا. الخارجية ل الشرق: لا يزال المسافرون يجهلون الأنظمة. السفير أسامة نقلي: كثفنا التوعية منذ عشر سنوات ونشرنا كتيباً إرشادياً عبر «واس». المعثم: قضيت إجازتي في مدينة ليستر ونأخذ تحذيرات الخارجية بعين الاعتبار. الدريويش: صديقي الأمريكي أخذ بطاقة الفيزا دون علمي وسحب 1400 دولار.. والشرطة أعادتها كاملة. يتعرض كثير من السعوديين والخليجيين عموماً في أسفارهم الخارجيّة، لكثير من حالات النصب والاحتيال، سواء كان المسافر عابراً للسياحة، أو سافر للإقامة بغرض الدراسة، أو لأغراض أخرى. وكثيراً ما تحذّر الدول رعاياها من التعرض لهذه الحالات، وذلك بتوخي الحيطة والحذر، لتفادي نتائج وخيمة، مثل أن يفقد المسافر أوراقه الثبوتية، أو مدخراته المالية إذا تمّ الحصول على أرصدته في البنك أو المبالغ التي معه في السفر، كما أنّ هويته وأوراقه الرسمية قد تُستخدم من قِبل إرهابيين أو محتالين. «الشرق» طرحت هذه القضيّة على شريحة من المسافرين للسياحة الخارجيّة، بطرح مجموعة من الأسئلة حول محورها الرئيس: كيف تحمي نفسك في السفر؟ وذلك بغرض رفع الحس والوعي العام بهذه النواحي التي يكثر التنبيه لها، سائلين المسافر عن تجاربه مع السفر، مواقف حدثت لك، وعكّرت صفوكم؟ هل تتابع ما يصدر من تحذيرات للسفر لبعض الدول؟ ما التحوطات التي تتبعها في السفر؟ إذا صدرت تنبيهات بضرورة توخي الحيطة للمسافرين لبعض الدول الأوروبية، كيف تتعاملون مع هذه التنبيهات؟ ما تحوطاتكم؟ هل تنقسم العائلة أثناء السفر؟ وهل توزعون إرشادات بينكم؟ هل تبلّغ سفارتك فور وصولك للبلد الذي تسافر له؟ كما حاولنا استجلاء الرأي الرسمي حول الإرشادات التي تقدم للمواطنين السعوديين القادمين إلى الدول المعنية؟ وهل هناك أماكن محددة ينبغي زيادة الحذر والتحوّط فيها؟ وهل هناك سوابق حدثت للسعوديين والخليجيين من محتالين أو مخالفين، سواء كانوا أفراداً أو تنظيمات؟ يُذكر أن عدد المسافرين عبر مطارات المملكة يبلغ 52 مليون مسافر سنوياً. إرشادات الخارجيّة قال رئيس الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية السفير أسامة نقلي، إن الخارجية السعودية دأبت منذ أكثر من عشر سنوات على العمل لتوعية المواطن قبيل سفره للسياحة الخارجية في مختلف الدول العربية والأجنبية، عن طريق إرشادات وجهت خصيصاً للسياح المسافرين للخارج، لمعالجة جميع العقبات التي قد تواجه المواطن خلال ترحاله، واصفاً إياها بأنها إرشادات أتت بطرق علمية، بعيداً عن كل التنظير، من واقع المشكلات التي يتعرض لها مختلف السعوديين المسافرين للخارج. كتيب إرشادي وقال نقلي في إفادته ل»الشرق»: «قمنا بصياغة كتيب إرشادي عملي يستفيد منه المواطن قبيل سفره، ليعالج قضايا المواطن السعودي ويحميه في الخارج، ونشرنا هذا الكتيب عبر وكالة الأنباء السعودية، بالإضافة للصحف، ولكن اتضح لنا أن كثيراً من المواطنين السعوديين على الرغم من ذلك لا يطلعون عليها، ولديهم جهل كبير بها». حملات ورسائل جوال وشرح نقلي مجهودات وزارة الخارجيّة في توصيل التنبيهات والإرشادات عبر وسائل متعددة، حيث أضاف: في هذه السنة تحديداً قمنا بحملة كبيرة جداً للوصول للمواطن السعودي أينما كان، وتم عمل رسائل إعلامية في التلفزيون السعودي، ونشرنا بعضها في مجلة الخطوط السعودية «أهلاً وسهلاً»، والأهم أننا قمنا بشراكة مع إحدى شركات الاتصال في المملكة، لإرسال رسائل نصية على هاتف المواطن السعودي عند وصوله لأي بلد في الخارج، حيث تأتيه جميع المعلومات عن عنوان السفارة ورقم هاتفها. بيانات رسميّة وعن الدول التي لديها بعض المشكلات الأمنية التي تحذر الخارجية السعودية من السفر إليها، قال نقلي: نُصدر بياناً رسمياً بين حين وآخر للتحذير من السفر لبعض الدول، وكان آخرها التحذير من السفر لليمن، إضافة إلى سوريا، ولبنان. مشيراً إلى أن أي دولة قد تعرض المواطن السعودي لأي مشكلة تصدر الخارجية بياناً رسمياً بشأنها. احتيالات في اليونان فيما حذر السفير أسامة نقلي من الانجراف خلف بعض الجهات «المجهولة المصدر» في اليونان بعد أن حاولت ترويج شراء مركبات أثرية وتاريخية، تعرض على أثرها مواطنون سعوديون مؤخراً، بعد أن قدموا لليونان محبي المركبات القديمة، وتم استغلالهم بصور مختلفة. وحذّر نقلي من استقبال أي رسائل إلكترونية أو مكالمات مجهولة المصدر، وذلك بعد أن استقبل عدد من المواطنين في الفترة الأخيرة رسائل إلكترونية من قِبل دول إفريقية بغرض عمل صفقات تجارية. مشدداً على ضرورة تواصل المواطن السعودي مع سفارات تلك الدول للتأكد من صحة تلك المعلومات. التنبيه على بريطانيا أما عن التحذيرات التي أطلقتها الخارجية السعودية مؤخراً للتحوط والانتباه خلال السفر لدولة بريطانيا، فأوضح أن مثل هذه التحذيرات تأتي لنا من نفس سفارة البلد، وبناء على ملاحظاتهم لبعض المشكلات التي تواجه السائحين فيها نبيّن للمواطنين ضرورة توخي الحيطة والحذر خلال سفرهم لبريطانيا وغير بريطانيا، بعدم إفشاء أي معلومات سرية لأي شخص غريب، مع الحفاظ على الأملاك الخاصة في مكان آمن. مشيراً في الوقت ذاته إلى أهمية تسجيل المواطن في سفارات المملكة في الخارج عند وصوله للبلد، وذلك لخدمته عندما يطرأ أي طارئ للمسافر، سواء في حالة ضياع جواز سفر المواطن، أو في حالة حدوث كارثة طبيعية لعمل إخلاء الموطنين بكل يسر وسهولة ومعرفة أعداد السعوديين في الدولة. تأشيرة «الشينقل» اسامة نقلي وأبان المتحدث الرسمي باسم الخارجية السعودية أسامة نقلي، أن بعض المشكلات التي قد تواجه السياح حالياً تقع جراء عدم وجود إدراك كافٍ لهم تجاه تأشيرة «الشينقل» التي بيّن أن لها أصولاً وقواعد وأنظمة خاصة، ملمحاً إلى أن بعض المواطنين ليس لديه أي فكرة عن هذه الأنظمة، حيث يعتقد أنه بمجرد حصول المواطن على تأشيرة «الشينقل» يستطيع أن يسافر لأي دولة أوروبية، وقال: «واجهتنا مشكلات عدة ممن حصلوا على هذه التأشيرة من دولة معينة وذهبوا للسفر لدولة أخرى، لأنهم لم يأتوا عن طريق الدولة التي حصلوا على التأشيرة من خلالها، حيث إن هذا الشرط أساسي عند التنقل لدى أكثر من دولة بهذه الفيزة، حيث إن قانون (الشينقل) ينص على أنه في حالة حصولك عليها لغرض الذهاب لدولة معنية، ينبغي أن تذهب لها أولاً وليس فقط النزول «ترانزيت» إنها الجلوس فيها لأكثر من 24 ساعة على الأقل، وتزداد المدة حسب أنظمة الدول». مسؤولية مشتركة وأوضح نقلي أن التعاون بين المواطن وسفارة الدولة، التي يتمتع السائح بإجازته فيها، يعدّ مسؤولية مشتركة بين الطرفين، وهدفها في النهاية خدمة المواطن وليس خدمة السفارة، قائلاً: أغلب المشكلات التي تحدث للمواطنين لا تأتي من قِبل النواحي الأمنية، إنما عبر جهلهم بالأنظمة والتعليمات، ونتمنى من أي مواطن عند سفره لأي دولة أن يتعرف على أنظمة هذه الدول، والتعرف على هذه الأنظمة أمر في غاية السهولة، حيث إنها موجودة من خلال مواقع سفارات الدول في الإنترنت، مؤكداً تغير أنظمة الدول في كل سنة، حيث تطرأ أنظمة جديدة قد يكون المواطن بعيداً عنها ولا يعلم بها، ولابد أن يتابع المواطن كل صغيرة وكبيرة لهذه الأنظمة حفاظاً على سلامته. المعثم في لندن إبراهيم العلي «الشرق» التقت بعض السياح السعوديين القادمين من الخارج وسألتهم عن الإجراءات التي اتخذوها عند وصولهم لتلك الدول. بداية يقول رجل الأعمال السعودي راشد المعثم، الذي وصل مؤخراً لدولة بريطانيا، هو وأسرته: إن تحذيرات الخارجية السعودية لأخذ الحيطة والحذر تجاه بعض المحتالين الذين يستغلون وجود السياح لديهم، أخذناها بعين الاعتبار، مشيراً إلى ذهابه للسفارة السعودية في لندن للتسجيل فيها هو وجميع أسرته لضمان الحماية الكاملة لهم، خصوصاً وأن فترة إجازتهم ستطول لأشهر، وأضاف: ستكون سياحتي في بريطانيا وفي مدينة ليستر تحديداً بحكم طبيعتها الخلابة، ومن المؤكد أن الأسرة ستكون معي في تنقلاتي كافة، بحكم أنها مدينة أجنبية وجديدة عليهم. وعن مواقف تعرض لها في المدينة قال: «المدينة تتميز بأن بها نسبة جيدة من العرب، وهي مدينة آمنة ولم تحصل لنا أي مواقف سيئة في بريطانيا ككل». سرَقه أمريكي نايف الدريويش ومن بريطانيا إلى أمريكا، حيث يقول الطالب نايف الدريويش، كنت في أمريكا في ولاية تكساس، في سياحة بمفردي، وقد أبلغت السفارة فور وصولي. مشيداً بأنظمة الدولة الدقيقة، التي غالباً ما تراعي شعور السياح السعوديين وغيرهم، وفقاً للأنظمة والقوانين المتبعة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي حال تعرضه لبعض المشكلات التي قد تطرأ على بعض المواطنين في الخارج، من عمليات سرقة، أو استغلال وغيرها، قال: تعرضت لعملية احتيال عند وصولي، حيث إنني لم أكن أعرف نظام بطاقة الفيزا، وطلبتها من البنك، وأتتني عن طريق البريد، وكان لدي صديق أمريكي يقطن معي في نفس المنزل، ذهب للبريد دون علمي وتناول الفيزا وأنفق منها مبلغاً قدره 1400 دولار»، وعن تعاون الأجهزة الأمنية في قضيته، أوضح أنها تعاونت بشكل متميز جداً ومتطور، حيث تم القبض على السارق من قِبل شرطة الولاية وتم إعادة المبلغ كاملاً. دول الخليج خالد اللحيد (تصوير: رشيد الشارخ) أما خالد اللحيد، الذي قدم من دبي التي سبق أن زارها ثلاث مرات، فقد قال: «كل مرة أذهب للإمارات أجدها تغيرت وكأني أول مرة أزورها، ولم أبلغ السفارة السعودية في دبي قط بأني وصلت، لأني أجدها دولة آمنة، ولن يحصل لي أي مكروه -بإذن الله-، ونفس الحال عند زيارتي لأي دولة خليجية أخرى، حيث إن دول الخليج تجمعنا بهم ألفة ومحبة ولا أتوقع أن يحصل لنا أي مكروه فيها»، أما إبلاغ السفارات خارج دول الخليج، فقال: أتوجه للسفارات في هذه الحالة وأبلغها بوصولي لأحمي نفسي وأسرتي من أي موقف قد يحصل. راشد المعثم هو وأبناؤه خلال وجودهم في مدينة ليستر في بريطانيا