تظاهر آلاف العراقيين في ساحتي الاعتصام بمدينتي الرمادي والفلوجة على الطريق الدولي السريع الذي يربط العراق بسوريا والأردن، وردد المتظاهرون شعارات وحملوا لافتات تنتقد ازدواجية الحكومة وتطالبها بإيقاف حملة الإعدامات والاعتقالات العشوائية وعدم التميّز بين أفراد الشعب العراقي. وفي إعلان صريح لتخلي المتظاهرين عن مبدأ التفاوض الذين أعلنوا عنه لأسبوعين، هاجم خطيب متظاهري الرمادي أمس، رئيس الحكومة نوري المالكي واتهمه بأنه «يحضر جيوشه ضد أهل السنة والجماعة»، وفي حين حذّره من أن المتظاهرين «سيذلونه كما أذلوا الأميركيين» في حال إقدامه على قتالهم، واتهموا إيران ب»إرسال الحرس الثوري إلى العراق كما أرسلته إلى سوريا لينتهك الدين والعرض هناك». وقال إمام وخطيب الرمادي حيدر المحمدي خلال خطبة الجمعة «أوجه رسالتي إلى أهل السنة الموجودين في العراق والدول وأسألهم، أما رأيتم كيف يعدم أبناؤنا من أهل الجماعة بلا ذنب ولا جرم، وكيف يذوق علماؤنا الذل في سجونهم لا من أجل شيء فقط لعقيدتهم وإيمانهم». وأضاف المحمدي «أبعث برسالة من بلاد الرافدين إلى أبطال الشام ومن الرمادي والفلوجة إلى درعا ونقول لهم ما بأيدينا شيء ولو كان لنصرناكم على الرغم من أن قلوبنا تعتصر لما يسفك من دماء»، مؤكدا أن «إيران بعثت إلى سوريا الحرس الثوري ومن لبنان والعراق ميليشيات بصورة رسمية لسفك دمائكم». وتابع المحمدي أن « المالكي يهاجمنا بأننا نحن طائفيون، ويتناسى الإيراني الذي زار العراق قبل خمس سنوات وبعدها أشعلت الحرب الطائفية، والآن أتى بالقريب العاجل ويقول يجب قمع التظاهرات لأنها تهدد سلم إيران، ونحن نسأل المالكي لماذا تسمح لهذا الإيراني بزيارة العراق». وفي ذات الإطار،استنكر إمام وخطيب الفلوجة، أمس زيارة وزير الأمن الإيراني حيدر مصلحي إلى العراق، وأكد أن زيارته جاءت «لتعليم الساسة في الحكومة العراقية كيف يفضّون الاعتصامات ولو بالقوة»، وفيما طالب «أبناء السنة في داخل البلد وخارجه» أن يتوجهوا إلى منظمات المجتمع المدني ل»إيقاف الإعدامات»، طالب رئاسة الجمهورية التي تعد من استحقاق الكرد ب»الوقوف وقفة بطولية لإيقاف القتل والاعتداءات ضد أهل السنة والجماعة». وقال الشيخ يونس الحمداني خطيب جمعة (التعذيب والإعدام حقيقة النظام) في الفلوجة والتي حضرها عشرات آلاف المتظاهرين «نوجه رسالة إلى أبناء أهل السنة في داخل البلد وخارجه لكي يتوجهوا إلى منظمات المجتمع المدني ومن بيده القرار، لإيقاف أحكام الإعدام، كونها تعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان». وأضاف الحمداني «كما نبعث برسالة أخرى إلى الكرد ونقول لهم إن رئاسة الجمهورية هي من استحقاقكم وأنتم مسؤولون عن جموع أهل السنة الذين أعدموا من دون حق ولا جناية»، وتابع مخاطباً الكرد «قفوا وقفة بطولية أمام العالم وتذكروا مآثر جدكم صلاح الدين الأيوبي الذي وقف أمام كلمة الظلم والطغيان». وتابع خطيب جمعة الفلوجة «نستنكر وصول حيدر مصلحي وزير الأمن الإيراني الذي جاء للعراق ليعلم الساسة في الحكومة العراقية، كيف يفضون الاعتصامات ولو بالقوة»، مؤكدا «نحن لا نقبل بهم ولا نرضى أن يأتوا بوساطة قبيحة لفض تظاهراتنا». وهاجم الحمداني رئيس مجلس الوزراء وخاطبه «يا مالكي متى استعبدتم أهل السنة وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً»، وتابع «حكومتك أثبتت أنها حكومة تعذيب وإعدامات لأبنائنا من أهل السنة، وفي كل يوم يعتقلون في كركوك وبيجي وجميع مناطق العراق».