اتفق عدد من المشاركين في اللقاء السادس للخطاب الثقافي السعودي، في حديثهم ل «الشرق»، على أن الهدف من مشاركتهم في اللقاء هو الانفتاح على الآخر وتقبله، والابتعاد عن استخدام أسلوب الإقصاء. ويعقد مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني اللقاء السادس في الدمام من التاسع إلى العاشر من أبريل الجاري، بعنوان «الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي». تحاور لا فرض وقالت الأكاديمية والكاتبة الدكتورة ميسون الدخيل: بما أنه ملتقى للحوار، يجب أن نكون منفتحين على الآخر دون تجهيز مسبق لما سنقوله، فالهدف هو التحاور وليس فرض الرأي، متوقعة أن يكون الحوار حول الأمور المتداولة في وسائل التواصل وتأثير هذه الوسائل على المجتمع وفكره والارتقاء به، والتحدث عن كون هذه الوسائل تؤدي إلى تخلفه أو تحييده أو إعاقته، مع تأكيدها على أهمية أن «يتضمن الحوار تحديدا لمعرفة من هو المثقف ودوره، وأنواع المثقفين وكيف يمكننا حماية شبابنا من أشباه المثقفين؟». حلول المشكلات هادي فقيهي من جانبه، عبر المعيد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن هادي فقيهي، عن تطلعه لأن يكون نتاج الحوار فعليا وليس شكليا، مبينا أن «موضوع شبكات التواصل الاجتماعي ليس شيئا جديدا لنتحدث عنه. أصبح شيئا طبيعيا في حياة الناس، والمتوقع والمرجو من هذا الحوار أن لا يضع أي سقف، ويعرض القضايا المهمة، وليست القضايا المثيرة فقط، ويهتم بالقضايا التي تهم جميع طوائف المجتمع دون أي تفرقة». وتابع «يجب أن نتحدث عن بناء مبادرات تستفيد منها الشبكات الاجتماعية، التي تعد فرصة تبني حلول لمشكلات نواجهها، وهي الإقصاء والطائفية والفئوية وغيرها. وبما أن مركز الحوار الوطني يجمع جميع فئات المجتمع، بالتالي مبادراته يجب أن تبدأ من تعليم ثقافة الحوار والتعايش، وآمل أن يكون تم اختيار كل شخص بحيث يمثل مجموعة معينة». تقبل الرأي رحاب أبو زيد ورأت الكاتبة والروائية رحاب أبوزيد أهمية أن يكون المركز منفتحا أكثر على المجتمع، وقالت: «نحن بحاجة لترسيخ مفاهيم الحوار وتقبل الرأي الآخر فما نشاهده في تويتر وغيره من مواقع التواصل من كمية النقد والهجوم، يعني بأنه لا يوجد تقبل للرأي الآخر»، مشيرة إلى أن سبب اختيارها قد يعود لكونها «عضواً فاعلاً» في «تويتر»، بالإضافة إلى أنها «كاتبة في صحيفة (اليوم) وحريصة في كتاباتها على تقديم مواضيع جديدة وحلول لقضايا معينة، ولا تكتفي بنقدها فقط»، مشددة على أن نوعية الضيوف في الحوار هي التي ستحدد مسار النقاش. تعايش الأفراد بدوره، أرجع المدون البراء العوهلي، أسباب اختياره لكونه ناشطاً في «تويتر»، ومهتماً بالحوار حول القضايا الفكرية وقضايا المواطنة والتسامح بين فئات المجتمع. وأشار إلى أنه لا يشغل فكره شيء معين يود طرحه، وسيترك النقاش ليأخذ مساره، إلا أنه أكد أن هناك كثيراً من القضايا يود الجميع طرحها، ولكن الحوار سوف يقتصر على عنوان وهدف اللقاء، وهو ثقافة الحوار، وأهم القضايا سوف تكون عن التعايش وتأثير الإقصاء على تعايش الأفراد والأطياف في المجتمع ونهضته، موضحا أن قضية الفجوة بين الجيلين الآن من أهم القضايا التي يجب طرحها. صوت «تويتر» وتهدف طالبة الماجستير في الإعلام الرقمي، الكاتبة ريم السعوي، من خلال مشاركتها في اللقاء إلى طرح قضايا مهمة، كذلك وبالمقابل الاستماع للقضايا التي تهم غيرها.وحول أهم القضايا التي تود طرحها، أشارت إلى أنها الاهتمام بأن «يصل صوت «تويتر» لأرض الواقع، فنحن في «تويتر» نتحدث في عالم، وكأننا بعيدون عن العالم الآخر، نريد المطالبة بالتفاعل مع «تويتر» بأن يحدث تقارب بين العالم الافتراضي والواقعي». يذكر أن اللقاء السادس يطرح عدة محاور، أهمها: الحراك الثقافي في شبكات التواصل وإبرازه أهم القضايا العامة ذات البعد الوطني حسب أولوياتها، لغة خطاب ثقافة التواصل الاجتماعي من حيث السمات والقيم الإيجابية والسلبية في لغته، وما الذي يريده المجتمع من هذا الخطاب وما هي همومه وأهدافه التي يراها من خلاله ومدى رضاه عن ثمارها، وينتهي باستشراف مستقبلي لهذا الخطاب وتطوراته وتطلعات الفاعلين فيه والمتابعين لآثاره الثقافية والاجتماعية في الوطن.