أكد أمين عام هيئة الصحافيين الدكتور عبدالله الجحلان ل»الشرق» أن الهيئة تحمي الصحافيين المتفرغين من الفصل التعسفي، أو المعاملة غير اللائقة أثناء العمل، تبعاً لبنود نظام التأمينات الاجتماعية، لافتاً إلى تضمن أنظمة وزارة الثقافة والإعلام لجوانب أخرى تتعلق بالجانب المهني. وأشار الجحلان إلى أن كثيراً من الصحافيين يجهل الأنظمة التي تحميه «هيئة الصحافيين تخدم الصحافي في حدود الأنظمة التي تحكم الممارسة المهنية، وأول ندوة أقامتها الهيئة كان عنوانها (الصحافي ما له وما عليه)، وكان هدفها تبصير الصحافيين بحقوقهم، ومراعاة حقوق الآخرين أثناء أداء العمل». وقال «هنالك عدد من الصحافيين والصحافيات قامت الهيئة بخدمتهم، ممن فصلوا تعسفياً، أو ممن واجهوا بعض المضايقات في أدائهم لأعمالهم، حيث تحدث أعضاء مجلس إدارة الهيئة مع وزير الثقافة والإعلام حول بعض القضايا المتعلقة بالتجني على صحافيين وصحافيات، وتجاوب معها، وهذا ما ينفي بعض أقاويل الصحافيين الذين ينفون دور الهيئة في تقديم خدماتها، وحمايتها لصحافييها». من جانب آخر، قال الجحلان: إن الصحافيين يحملون الهيئة أكثر مما تحتمل، بل فوق استطاعتها، وأضاف: الهيئة لا تحمي أي صحافي يتعدى حدوده المهنية، مجيباً على شكاوى بعض الصحافيين الذين ينتقدون، كونهم يكذبون في بعض الأخبار والمعلومات الخاصة عن بعض الجهات الرسمية، حيث ينشر اعتذار عن الخبر، قائلاً بأنه يجب على الصحافي تدعيم أخباره بأدلة وبراهين وتسجيلات، كتوثيق رسمي يقدمه عندما تطلب منه عند الحاجة، كي لا يقع في مثل هذا الحرج، وعلق: «الصحيفة التي ينتمي لها الصحافي هي المسؤولة عن حماية الصحافي أولاً وأخيراً في مثل هذه الأمور». وبشأن عدم حصول الصحافيين على أي مقابل خدمي مقابل رسوم العضوية، قال: «الفائدة تقع في خدمة هذا الكيان وبنائه لخدمة الصحافي مستقبلاً إن احتاج لها»، فيما عاب على الصحافيين انتقاد الهيئة وخدماتها، وهم ليسوا من أعضائها. صوت الصحافيين ويُعد دور هيئة الصحافيين السعوديين مُكملاً رئيساً لباقي مؤسسات المجتمع المدني، لتسهم في معالجة قضايا الصحافيين، وما يعيق ممارستهم المهنية، إلى جانب توعية الصحافيين بدورهم وحقوقهم وواجباتهم، رصدت (الشرق) انتقادات عدد من الصحافيين لهذا الدور الذي يفتقد جانب التطبيق الفعلي داخل المؤسسات الصحافية. وحددت الصحافية هدى الصالح انتقادها بعدم قيام الهيئة بأي دور فعال لحماية الصحافيين، لا أدبياً ولا قانونياً، ورأت أن على هيئة الصحافيين مسؤولية فرز الساحة الإعلامية، فهنالك كثير من الدخلاء على مهنة الصحافة في السعودية، حتى باتت مهنة من لا مهنة له. وأضافت أن هيئة الصحافيين تجاهلت دعمهم، ودعم مصداقيتهم، وكثيراً ما كُذبت أخبار ونفيت، وتم التجاوز على مهنية ومصداقية الصحافيين، إلا أنه رغم ذلك لم تلعب أي دور في حماية مهنيتهم، إلى جانب تواضع دورها في دفع الجهات الحكومية لتطبيق القرارات الملكية، بضرورة التجاوب مع أي تساؤلات صحافية ترد إلى أي من الجهات المسؤولة». وطالبت الصالح أن يكون لهيئة الصحافيين دور بارز في تفعيل المهنة الصحافية، وأسلوبها الاحترافي. من جهته، رأى الصحافي فيصل الدخيل أن الهيئة تفتقر لجوانب عدة، من أهمها دورها في تثبيت وترسيم الصحافيين المتعاونين في مختلف الصحف المحلية، وكذلك عدم متابعة الصحافيين في قضاياهم ومشكلاتهم، حيث إن دورها مقتصر فقط على عقد الجمعية العادية كل فترة وحين، واجتماعات مغلقة لا تسمن ولا تغني من جوع. مضيفاً «إننا كصحافيين ندفع الرسوم للهيئة، ولا نرى منها أي خدمات، أيضاً لم يُطلب منا تقديم مقترحات وحلول لبعض المشكلات، أو أخذ آرائنا تجاهها». «رسالة الهيئة» وذكر سكرتير تحرير القسم الاقتصادي في جريدة الحياة في الدمام الصحافي، فائق الهاني، أن «هيئة الصحافيين لم تقدم شيئاً يذكر، باستثناء تهيئة مقر قد يكون مفيداً في المستقبل»، مطالباً بإسهام الهيئة في تطوير الصحافة من خلال استراتيجية شاملة طويلة وقصيرة الأجل. وقال: «إن نجاح الهيئة يعتمد على البرامج التي تقدمها»، موضحاً أن الهيئة الحالية تفتقد للرسالة، مقترحاً على الدورة المقبلة من مجلس إدارة الهيئة أن «تطعم بجيل جديد يحمل على عاتقه تطوير مهنة الصحافة في المملكة». تحرير المعلومات ودعا مسؤول تحرير الشرق الأوسط في الدمام، ميرزا الخويلدي، إلى ضم الهيئة للعاملين في مختلف وسائل الإعلام، دون الاقتصار على المحررين، وألا تفرق بين سعودي وغيره، وألا تهتم بالرسميين فقط، موضحاً أن أغلب الصحافيين غير رسميين في المملكة، ويعملون متعاونين. وأوضح الخويلدي أن أبسط ما يحتاجه الصحافي يتمثل في حرية الوصول للمعلومة، ويفترض بالهيئة كجهاز نقابي أن تعمل مع الوزارة لضمان وصول الصحافي لها. وقال: «الهيئة لا تعنيني في شيء، على الرغم من وجودي في الإعلام منذ 16 عاماً، وهنالك كثيرون دفعوا لهذه العضوية ألف ريال». وتوقع مدير تحرير جريدة المدينةبالدمام، فهد الشريف، أن تشهد الهيئة تراجعاً في الانتخابات المقبلة، لعدم الثقة فيها، وطالب باجتماع للجمعية العمومية ل»إعادة النظر في نظام الهيئة»، وعدم إعطاء المجال لغير رؤساء التحرير لعدم تفرغهم»، متمنياً من مجلس الإدارة عدم ترشيح نفسه، وأن يعطي الفرصة لوجوه أخرى قادرة على عمل ما يفيد الإعلاميين. وقال: لم نر أي منجز قدمته الهيئة غير البيانات التي لا تخدم إلا مجلس الإدارة. فيما أوضح وليد الحميدان، الصحافي في صحيفة «شمس»، أنه لم يسبق له أن تعامل مع الهيئة في أي أمر، ولم يكن له أي احتكاك معها، إلا أنه عدها «مؤسسة مجتمعية مهمة، لها دور كبير في الاهتمام بالصحافيين من جوانب عدة، أهمها الحقوقية». ميثاق الشرف «الشرق» اتصلت مع عضو مجلس الهيئة، ورئيس تحرير جريدة اليوم، محمد الوعيل، للإفادة ببعض المعلومات حيال دور الهيئة الحقيقي في خدمة الصحافيين، ومتابعة شؤونهم، والرد على شكاوى بعضهم حول دور الهيئة الضعيف في حماية حقوق الصحافيين الأدبية والمعنوية، فقدم اعتذاره عن الإجابة، مفيداً بأنه ليس له حق الإدلاء بتصريحات، كونه مرتبطا بميثاق شرف يحول بينه وبين الظهور في أي وسيلة إعلامية. استياء الصحافيين وإزاء ذلك، أشار أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود، ورئيس الجمعية السعودية للإعلام والاتصال، وعضو هيئة الصحافيين السعوديين، الدكتور فهد الطياش، إلى أن الهيئة أساسها قوي ومتين، وتلعب دوراً كبيراً في الرقي بصحافتنا المحلية، من خلال القواعد والأسس التي رسمتها الهيئة، وتسير من خلالها نحو تطوير الصحافة المحلية والعربية، بتوفير بيئة عمل متميزة وصالحة للعمل الصحفي بعيداً عن التعقيد والضغوطات. وقال: أغلب ملاحظات الصحافيين واستياءاتهم تأتي من خلال نظرتهم للقيادات التي ترأس هذه الهيئة، والذين هم في الوقت نفسه قيادات لمؤسسات إعلامية قد يكون الصحافي تابعاً لها، موضحاً أن هذه الملاحظات تتكرر كثيراً. من جانب آخر، طالب الطياش بضرورة تفعيل وضم الصحافة الإلكترونية والمجالات الصحافية في الإذاعة والتلفاز، وجعلها ضمن نطاق الهيئة، لمتابعة المنظومة الإعلامية بشكلها الأوسع.فيما وجه الطياش نقده للصحافيين، كونهم لا يمدون يد العون والمساعدة للهيئة، بل يريدون مختلف الخدمات، وقال: «على الصحافيين دور كبير في نجاح الهيئة؛ عبر مدّ يد العون للهيئة، وحضور اجتماعاتهم، وإبداء آرائهم حيال مختلف الأمور والقضايا، والمشاركة بمقترحات، مما يساعد الهيئة في وضع الأمور في نصابها الصحيح». مبنى الهيئة