اشتعلت عمليات الخطف العشائري مجدداً في لبنان، وتحديدا في منطقة عرسال القريبة من الحدود السورية، ما يُنذر بأزمة طائفية بين السُّنة والشيعة، فآل جعفر ينتمون إلى الطائفة الشيعية، فيما أبناء بلدة عرسال ينتمون إلى الطائفة السنّية، ورغم الإعلان عن الوصول إلى تسوية بين الطرفين، إلا أن الأمور عادت لتنفجر من جديد، ولم يفِ الخاطفون بوعودهم بإطلاق سراح المخطوف من آل جعفر. وسمح الخاطفون له بالاتصال بذويه ليُخبرهم بأنهم يريدون فدية قيمتها مليون دولار مقابل إطلاق سراحه. وهذا ما أعاد الأمور إلى نقطة الصفر، لا سيما أن أفراداً غاضبين من عشيرة «آل جعفر» قاموا بتنفيذ عدد من عمليات خطفٍ انتقامية ضد عدد من أبناء بلدة عرسال. وعلمت «الشرق» أن المخطوف جعفر موجود في بلدة «فليطا» وأن خاطفيه يتبعون لإحدى المجموعات المسلحة هناك، وأنهم لن يفرجوا عنه إلا بعد دفع الفدية». أما الأسباب الرئيسة التي تقف وراء خطفه، فقد أكدت المصادر أن «ما جرى يعود إلى خلافات مالية لأسباب مرتبطة بالتهريب»، علماً أن المخطوف كان يعمل في تهريب المحروقات. وفي إطار ردود الفعل، اختُطف خالد أحمد الحجيري، على طريق شعث – البقاع، عندما كان يقود شاحنته المحمّلة بالحجارة، وتم العثور عليها بعد اختطافه، كما سبق أن اختُطف شخصان آخران. ونتيجة وساطات، أعلن متابعون لعملية الخطف أن «المخطوفين الاثنين من آل عزالدين من عرسال أصبحا الآن في عهدة المختار علي حرب جعفر، وسيتم إطلاق سراحهما وتسليمهما إلى مفتي بعلبك الشيخ أيمن الرفاعي، كبادرة حُسن نية». تجدر الإشارة إلى أن موجة الخطف لم تكد تهدأ حتى عادت لتحتل الواجهة. وكانت سابقاً قد طالت 37 لبنانياً اختُطفوا خلال ال18 شهرا الماضية، قبل أن يُطلق سراحهم مقابل فدية مالية بلغت قيمتها عدة ملايين من الدولارات.