ساد التوتر منطقة البقاع الشمالي بعد حادث خطف المواطن اللبناني حسين كامل جعفر ليل أول من امس، من خراج بلدة عرسال في محلة خربة داود (جرود عرسال) ونقله إلى جهة مجهولة، إذ عمد آل جعفر ليلاً إلى خطف عدد من أبناء عرسال بهدف الإفراج عن ابنهم. على أن مصدراً أمنياً لبنانياً اكد ل»الحياة» أن لا خلفية سياسية أو مذهبية وراء خطف جعفر واقتياده من قبل خاطفيه إلى داخل الأراضي السورية وإنما الأسباب مالية على خلفية التهريب. ونفذ الجيش اللبناني انتشاراً أمنياً واسعاً في بعلبك - الهرمل، وقال المصدر الأمني إن الخاطفين هم من التابعية السورية ولا علاقة لأهالي عرسال بخطفه الذي ترتب عليه قيام أفراد من عشيرة آل جعفر بخطف خمسة أشخاص من عرسال. ولفت المصدر إلى أن سبب الخطف يعود إلى وجود خلاف مالي بين الخاطفين وجعفر الذي يتعامل معهم في تهريب البضائع من الأراضي اللبنانية إلى داخل الأراضي السورية خصوصاً مادة المازوت. وقال إن الخاطفين معروفون من قبل آل جعفر وإن المخطوف كان برفقة شخص من آل نصر الدين في داخل شاحنة محملة بالمازوت، ولم يتعرض الخاطفون إلى سائق الشاحنة بل تركوه حراً. وسمى الشهود عدداً من المخطوفين من أبناء عرسال وهم: سعود ومحمد مصطفى رايد ومحمد خالد الحجيري اضافة إلى سائق سيارة إسعاف تابعة للهيئة الطبية للجماعة الإسلامية ويدعى حسن عز الدين والمسعف عبد السلام الحجيري اللذين كانا في طريقهما إلى مستشفى بيان في بعلبك ومعهما جريح سوري ومرافق له لتلقي العلاج فيه. وأكد الشهود أن أشخاصاً من آل جعفر اطلقوا النار على سيارة الإسعاف المذكورة في منطقة تل أبيض في بعلبك فأصيب سائقها والمسعف اضافة إلى إصابة السوريين، واقتادوا عز الدين والحجيري إلى جهة مجهولة وأبقوا على الجريحين في سيارة الإسعاف. وأوضحت «الجماعة الإسلامية» في بيان أن «في أثناء قيام سيارة إسعاف تابعة للجمعية الطبية بنقل جريح سوري عبر منطقة عرسال، تعرضت السيارة إلى وابل من الرصاص أصيب على إثرها المسعف الحجيري والجريح السوري وأحد أقربائه وخطف السائق عز الدين». وبعد نقل المصابين إلى مستشفى بيان طوق شبان من آل جعفر المستشفى لمنع نقل الجرحى». ولاحقاً، تسلم الجيش اللبناني الجريحين السوريين ونقلهما الصليب الأحمر إلى احد مستشفيات طرابلس للمعالجة. ونصب أشخاص من آل جعفر حواجز وهم مدججون بالأسلحة على الطريق العام المؤدي من بعلبك إلى اللبوة ومن الأخيرة في اتجاه أطراف القاع. ولعب وجهاء عرسال دوراً في تهدئة أهالي المخطوفين ودعوهم إلى ضبط النفس وعدم رفع منسوب الاحتقان المذهبي. وقال الشهود إن الآمال معقودة على دور الجيش والقوى الأمنية اضافة إلى وساطة مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ ايمن الرفاعي ووجهاء عشائر للإفراج عن المخطوفين. ولاحقاً، اعلن عن تسليم الحجيري إلى الشيخ الرفاعي. وأكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري ان «المخطوف حسين جعفر بصحة جيدة»، وأن «عملية تبادل المخطوفين قد تنجز خلال اليوم (أمس)».