دون مقدمات وفي خطوة غريبة وقرار متسرع نوعاً ما قامت وزارة التربية والتعليم في بلادنا بدمج طلاب دور الرعاية الاجتماعية وطلاب التعليم العام بشقيه بنين وبنات، في مدارس التعليم العام، فخلطت الحابل بالنابل، والصالح بالطالح، والأسوياء بغير الأسوياء والحلو بالمر. وكان في اعتقاد مسؤوليها بأن تلك الخطوة هي الأنسب، التي ستسهم في ردم الهوة السحيقة ما بين ظروف تلك الفئة الغالية على نفوسنا وطلاب وطالبات مدارسنا ومعلميها ومعلماتها الأفاضل. ليس هناك أحد ينكر حق أولئك الأبرياء والبريئات، الذين لا ذنب لهم في كل ما شاء القدر أن يحمله لهم من هموم وأهات وحسرات وجروح غائرة، تنهش في سعادتهم واستقرارهم إلى يوم الدين، وليس هناك أحد يقلل من جهود حكومة بلادنا الرشيدة في مد يد العون والمساعدة لهم، ليكونوا أفرادا نافعين صالحين مؤثرين في نهضة الأمة والمجتمع، لكن على مسؤولي وزارة التربية والتعليم في بلادنا سرعة إعادة تقييم تلك التجربة الخاطئة المتسرعة، التي طبقت دون أدنى دراسة بما يساهم في علاج مشكلاتهم الكثيرة، ودرء تأثيرهم الخطير على بقية طلاب وطالبات التعليم العام من كافة النواحي النفسية والخلقية والأخلاقية والسلوكية والاجتماعية والجنسية والتربوية، فهم يعتبرون دون مبالغة كالقنابل الموقوتة التي يصعب التعامل معها من قبل منسوبي ومنسوبات المدارس بكافة مراحلها، لكون المعلم والمرشد والوكيل والمدير وحتى الكاتب والمستخدم والفرّاش، لا يمتلكون أساليب التعامل الصحيحة مع تلك الفئة . تبذل الأسرة جهودها الجبارة في بناء شخصية وأخلاق وسلوك وتربية أبنائها وبناتها، ويحاول الآباء والأمهات زرع القيم والأسس الصحيحة في نفوس فلذات أكبادهم، وفي نهاية المطاف تقوم وزارة التربية والتعليم بهدم كل تلك القيم والأسس والتربية الصحيحة السوية بجرّة قلم متعجلة لم تعايش الميدان، ولم تتلمس آثار تلك الأنظمة المتسرعة التي ركزت على الكم وليس على الكيف. من تجربة شخصية فريدة ومن واقع ميداني مرير، يجب تغييره للأفضل، يجب على وزارة التربية والتعليم سرعة إنهاء تلك المعاناة اليومية لآلاف الأسر التي تأثرت أخلاق وسلوكيات وقيم ومبادئ وتربية أبنائها وبناتها، ويجب افتتاح مدارس خاصة بتلك الفئة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، تكون مفصولة وخاصة، ولها كيان خاص ومعلمون وقيادات تربوية متخصصة، وعندما يصل الطالب والطالبة إلى المرحلة الثانوية يتم دمجهم لاحقاً مع بقية طلاب وطالبات التعليم العام، حيث إنهم يكونون وقتها قادرين على التفريق بين الصحيح والخاطئ وهذا هو بيت القصيد.