تسود أجواء من التوتر الشديد في منطقة الجولان السوري بين القرى الدرزية والجيش الحر، وقال رئيس المركز الإعلامي في محافظة القنيطرة ل «الشرق» إن رجال دين دروزاً أرسلوا بوفود إلى أهالي مدينة «قطنا» وقرية «جباتا» للتوسط وتهدئة الوضع وللتأكيد على حيادهم في الصراع الدائر بين الجيش الحر وقوات النظام، علماً بأنها المرة الثالثة بحسب الجولاني التي يتعهد فيها رجال دين دروز في المنطقة بالتزام الحياد ويخرقون التعهد. وأوضح الجولاني أن شبيحة من الطائفة الدرزية وظفهم النظام، اقتحموا أول أمس مدينة خان أرنبة، وأطلقوا النار في الهواء لترويع المواطنين ما أسفر عن سقوط جريحين من المدنيين، ما اضطر الجيش الحر للدخول إلى المدينة مجدداً لطرد الشبيحة، إلا أن قوات الأسد تدخلت وقصفت المدينة بالمدفعية ما دفع أغلب العائلات للنزوح منها. مضيفاً أن أجواء التوتر الطائفي بدأت تهيمن على المشهد منذ نحو أربعة أيام عندما هاجم الجيش الحر سرية تابعة لقوات النظام في بيت جن، وخلال الاشتباكات معها طلبت السرية دعماً من قريتي حضر وحرفا الدرزيتين، فنزل الشبيحة مدججين بالأسلحة واشتبكوا مع عناصر الجيش الحر ما أسفر عن سقوط نحو أربعين شهيداً من الجيش الحر، مؤكداً أن وفداً من وجهاء حضر وحرفا جاء إلى قرية جباتا للتفاوض مع المجلس العسكري فيها، وأعلنوا أنه لا علاقة لهم بما حدث، وأنهم على الحياد، ليخرقوا تعهدهم بالهجوم على خان أرنبة، ووجه الجولاني في النهاية نداءً إلى القريتين طالبهما فيه الالتزام بالاتفاق مع الجيش الحر والوقوف على الحياد متوعداً باستهداف أي شخص أو مجموعة تقف أو تساند النظام بغض النظر عن أي انتماء طائفي، وذلك خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة. وكان المركز الإعلامي في القنيطرة وريفها بث يوم أمس صوراً مروعة للمجزرة التي ارتكبها شبيحة حضر وحرفا بحق الجيش الحر متوعداً بالرد على منفذيها، كما نشر قائمة بأسمائهم وعممها على الكتائب العاملة في المنطقة. إلى ذلك، أكد الجولاني أن منطقة رسم الحلبي وبلدة بئرعجم تعرضت أمس لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة من كتائب النظام وسجل سقوط أكثر من مائة قذيفة على هاتين البلدتين خلال ساعتين، كما أغلقت كل الطرقات في محافظة القنيطرة ومنع التجوال فيها.