تجول لصوص ومسلحون في شوارع بانجي عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى أمس الثلاثاء بينما كافحت قوات حفظ سلام إقليمية لإعادة النظام بعد يومين من انقلاب دفع البلاد الغنية بالنفط إلى الفوضى. وأدت الإطاحة بالرئيس فرانسوا بوزيز، والاضطراب السياسي المصاحب لها مخاوف من حدوث أزمة إنسانية في المستعمرة الفرنسية السابقة وسببت حرجاً لجنوب إفريقيا القوة الإقليمية التي أرسلت قوات للدفاع عن الحكومة. وتدفق آلاف من المقاتلين إلى العاصمة يوم الأحد وتغلبوا على قوات تابعة لجنوب إفريقيا قوامها 400 رجل حاولت عرقلة تقدمها. وقتل 13 جندياً من جنوب إفريقيا على الأقل، وأصيب 27 آخرون. وطلب زعيم المتمردين ميشال جوتوديا – الذي أعلن نفسه رئيساً واتهم بوزيز بانتهاك اتفاقات السلام السابقة – من قوات حفظ السلام الإقليمية المتمركزة في البلاد يوم الإثنين مساعدته في استعادة النظام. لكن دوي إطلاق نار متقطع استمر في أنحاء العاصمة المترامية الأطراف التي يقطنها حوالي 600 ألف نسمة، واستمر انقطاع الكهرباء لليوم الرابع على التوالي. وقال ضابط كبير من قوات حفظ السلام الإقليمية في إفريقيا الوسطى التي جاءت من خمس دول لرويترز «نقوم بدوريات منذ يومين في محاولة لمنع أعمال السلب والنهب». وأضاف «الأمور تتحسن ببطء، لكننا لا نستطيع القول قريباً إن الأمور عادية». ويسعى قادة قوات حفظ السلام إلى إقناع زعماء متمردي سيليكا إلى إبعاد مقاتليهم ومعظمهم من الشمال، وكثيرون منهم أطفال عن الشوارع، وإبقائهم في الثكنات وسط مخاوف من أنهم يقفون وراء بعض أعمال السلب والنهب. وتعهد جوتوديا أمس الإثنين بتشكيل حكومة لاقتسام السلطة وإجراء انتخابات بعد ثلاث سنوات في مسعى للتخفيف من الانتقادات الدولية للانقلاب.