حضرت صناعة السفن التقليدية في مهرجان الساحل الشرقي، عارضة جانباً من الصناعات اليدوية التي كانت منتشرة في ساحل المنطقة قبل ظهور النفط. وظهر عبدالله تركي آل حسين الذي يعيش في جزيرة تاروت، أمس، وهو يمارس حرفته القديمة في صناعة السفن. وقال آل حسين ل «الشرق» إنه يعتز بحرفة «صناعة السفن» وصنع «السنبوك» الصغير في الوقت الحالي، لأنها تذكره بالماضي الذي يرمز إلى الحضارة التي بناها أسلافه في ساحل الخليج العربي. وأوضح أن «السنبوك» سفينة متوسطة الحجم وتُستخدم في صيد السمك، وكانت رحلة الصيد تستغرق بين يومين وثلاثة أيام في الزمن القديم، لافتاً إلى أن صناعة «السنبوك» تتطلب دقة عالية وتركيزاً كبيراً وذكاءً، وتستغرق وقتاً طويلاً قد يصل أشهراً، ولا يجيدها سوى من تعلق بالبحر والصيد وبعض من ورثوا هذه المهنة عن آبائهم وأجداهم، مضيفاً إن الأخشاب التي تستخدم في صناعة «السنبوك» كانت تستورد عبر البحارة المسافرين من الهند حيث يصنع «السنبوك» من خشب «الساج» وخشب «الجنقلي» لقاعدة السفينة، وأنواع أخرى من الخشب لبقية أجزاء السفينة، وتكون مقدمة السفينة على شكل زاوية حادة ومؤخرتها شبه مربعة، وتتم زخرفتها لتظهر بصورة جميلة، ومن ضمن الأدوات التي تُستخدم لصناعة السفن: المجداع والرندة والقدوم والمبرد والنقار، ونحتاج كذلك للقطن والمسامير والشونة. وعن مراحل بناء السفينة، يقول: نأتي أولاً بقاعدة السفينة التي نضعها فوق قطعة خشبية قريبة من البحر، ونضع فوقها ميزان الماء للتأكد من استقامتها على سطح الأرض، ونحتاج إلى حسابات خاصة من أجل توازن العمود الأمامي والخلفي للقاعدة، وتتم بعدها عملية ربط ألواح هيكل السفينة بالأعمدة والقاعدة، ونبدأ بتركيب ألواح «المالج» بعضها فوق بعض، ونضع بعد ذلك الأضلاع في الثلث الأمامي للقاعدة ونربطها بالألواح، ونفعل كذلك مع الثلث الخلفي للسفينة حتى يكتمل ربطها بالأضلاع لحين الانتهاء من بناء هيكل السفينة من الخارج، عند ذلك يتم تركيب بقية أجزاء السفينة قبل أن تكون جاهزة لإنزالها في البحر. من جانب آخر، كشف مدير مهرجان الساحل الشرقي مانع المانع، أن عدد الحضور وصل إلى 130 ألف زائر منذ انطلاق الفعاليات، تجوَّلوا في أكثر من 30 جناحاً، وقد تنوَّعت ما بين دكاكين حرف يدوية وأكلات شعبية تألَّقت الأسر في صنعها وتقديمها للزائرين، فيما زار المهرجان عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة بعدما قدمت لهم الدعوات للزيارة وتوفير ما يحتاجونه خلال الزيارة. ذوو الاحتياجات الخاصة تنقلوا في المهرجان بسهولة (تصوير: حمد المهنا) مسنون حرصوا على زيارة المهرجان تشكيلي يرسم لوحة تشكيلية أمام الجمهور جانب من العروض