حقق مقاتلو المقاومة السورية، تقدماً مهماً في جنوب البلاد بسيطرتهم على شريط بطول 25 كيلومتراً من الحدود الأردنية إلى الجولان، في حين حذرت إسرائيل بالرد “الفوري” على أي إطلاق نار من الأراضي السورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن “مقاتلين من لواء شهداء اليرموك وجبهة النصرة ولواء المعتز بالله وكتائب أخرى، سيطروا على حاجز الري العسكري” شرق بلدة سحم الجولان في الريف الغربي لمحافظة درعا (جنوب)، إثر انسحاب القوات النظامية. وبذلك “تكون المنطقة الواقعة بين بلدتي المزيريب (قرب الحدود الأردنية) وعابدين (في الجولان السوري) والممتدة لمسافة 25 كلم خارج سيطرة النظام”، بحسب المرصد. وكان مقاتلو المقاومة، سيطروا في الأيام الماضية على عدد من الحواجز العسكرية في المنطقة، بينها العلان ومساكن جلين ونادي الضباط وسحم الجولان، إثر اشتباكات عنيفة وحصار لأيام، بحسب المرصد. وتكبدت القوات النظامية جراء الاشتباكات، “خسائر بشرية ومادية”، بينما غنم مقاتلو المقاومة “عدداً من الآليات والأسلحة والذخائر”. ويأتي هذا التقدم غداة سيطرة المقاتلين المعارضين على مقر قيادة “اللواء 38″ للدفاع الجوي في درعا، وبعد أيام من سقوط أكثر من 35 مقاتلاً في معارك واقعة إلى الشمال من سجن الجولان، في قرى واقعة عند خط وقف إطلاق النار في محافظة القنيطرة. وكان مصدر أمني سوري قال الأسبوع الماضي، إن سلطات بلاده تشتبه في سماح الأردن بتسلل مقاتلين إسلاميين وتهريب أسلحة إلى جنوب سوريا، واضعاً الأمر في إطار “تغيير في الموقف، لأن الأردن حتى اليوم كان يضبط حدوده بشكل جيد، لمنع مرور إرهابيين وأسلحة” إلى الداخل السوري. وإضافة إلى الحدود مع الأردن، يقع قسم من هذا الشريط خارج المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الجزء السوري من الجولان والبالغة مساحته 510 كيلومترات مربعة، والأجزاء التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، وضمتها في العام 1981. واليوم، حمل وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون نظام الرئيس السوري بشار الأسد، المسؤولية عن أي إطلاق نار على الجزء المحتل، بعد وقت قصير من قيام قوات إسرائيلية بإطلاق النار على موقع للجيش السوري. وأتت الخطوة رداً على إصابة عربات عسكرية إسرائيلية بنيران مصدرها سوريا ليل أمس. وقال يعالون، “كل انتهاك للسيادة الاسرائيلية وإطلاق نار من الجانب السوري، سيتم الرد عليه فوراً من خلال إسكات مصدر النيران”، بحسب بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي. وأضاف “ننظر بجدية كبيرة إلى إطلاق النار الليلة الماضية وهذا الصباح من سوريا على قوة تابعة للجيش الإسرائيلي على أراضي دولة إسرائيل”. وأوضح “نحن نرى بأن النظام السوري، مسؤول عن اي انتهاك للسيادة، لن نسمح للجيش السوري أو أي هيئة أخرى بانتهاك السيادة الإسرائيلية وإطلاق النار على أراضينا”. وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أعلن في وقت سابق، أنه تم اطلاق النيران على قوات إسرائيلية جنوب هضبة الجولان، وقال المتحدث “رد الجنود باطلاق النيران نحو موقع للجيش السوري تم منه إطلاق النار” مشيراً إلى أنه لم تقع أي إصابات. أ ف ب | دمشق