قبل أن يسلم الربيع عهدة الشتاء للصيف، فاجأ سكان الجنوب انفلات أوديته من عقالها، جارفة في طريقها ما تيسر من الحجر والمتاع، بل والبشر. ولأن هذه الحوادث تقع كل عام، وهي ظاهرة طبيعية، فإن المفاجأة أن القدر، والحظ العاثر، يقود أشخاصاً يعرفون، بقدر ما، ما يمكن أن يحدث لهم إن سلكوا مثل هذا الطريق، وفي مثل هذه الظروف، حيث لقوة الطبيعة أسرارها، متجاهلين تحذيرات الدفاع المدني من سلوك المنحدرات ومجاري الأودية في مواقيت معلومة لسكان المنطقة على الأقل. ويوم أمس، انتشلت فرق الدفاع المدني ثلاث جثث جرفتها سيول منقولة، تم العثور على واحدة منها على ضفاف وادي دفا في بلدة السلف، والثانية في وادي ضمد، يوم أمس الأول، فيما تم العثور على الثالثة صباح أمس في وادي الحياة. وأوضح الناطق الإعلامي باسم مديرية الدفاع المدني في منطقة جازان الرائد يحيى القحطاني، أن مركز القيادة والسيطرة تُبلغ عن جرف السيول المنقولة لجثتين، وتم نقلهما عن طريق الدفاع المدني إلى مستشفى بني مالك العام. وأضاف أن الجثة الثالثة تم تسلم بلاغ عنها مساء أمس الأول في وادي الحياة، وتم البحث ضمن الحدود الإدارية لمركز الدائر بني مالك، وبالتعاون مع فرق من الدفاع المدني في عسير في الحدود الإدارية لعسير، وتم إيجادها في تمام العاشرة والنصف ليلاً. وأضاف القحطاني أن مركز القيادة والسيطرة تُبلغ عن احتجاز ثلاث مركبات في محافظة الدائر بني مالك، منها مركبتان من نوع صالون، وشاص، في وادي عثوان، وتم إخراجهما باستخدام معدات الدفاع المدني، وإنقاذ صاحبيهما دون أن يصابا بأذى، في حين احتُجزت مركبة من نوع دينا تابعة لإحدى الشركات في وادي جورا، وتم إخراجها دون إصابة قائدها بأذى. وأشار إلى أنه في قرية المثنى في محافظة بني مالك أغلقت الصخور أحد الطرق، وتم التنسيق مع الجهات المختصة لفتح الطريق، مشيراً إلى إغلاق بعض الطرق في كل من الصهاليل، وصلالة، والخليلة، وجبال آل زيدان، وجبل عثوان، وتم إبلاغ رؤساء المراكز للتنسيق مع الجهات المعنية لفتح الطرق التي أغلقتها الأمطار والسيول. وفي ضمد، أشار إلى أنه تم تحريك الدوريات في ضمد، والقمري، والجهو، لمتابعة وضع السيول، وهي تجري في مجراها الطبيعي. من جانبه، حذّر اللواء حسن بن علي القفيلي المواطنين والمقيمين من المخاطرة بالأرواح، وعدم الاقتراب من مجاري السيول والتجمعات المائية، مهيباً بالجميع اتباع إرشادات الدفاع المدني، متمنياً السلامة للجميع.