تفجرت أزمة الإسمنت مجدداً في حفر الباطن والقيصومة، ما أدى إلى ظهور سوق سوداء أوصلت سعر الكيس إلى عشرين ريالاً، في وقت اصطف المواطنون في طوابير طويلة بانتظار شاحنات الإسمنت التي باتوا يلاحقونها داخل الأحياء والشوارع الرئيسة. وأغلقت شاحنة طريق الأمير سلطان بن عبدالعزيز بعد وقوفها في غير المكان المخصص لها في سوق بيع الإسمنت؛ الأمر الذي دفع المواطنين للتسابق عليها وسط غياب الجهات المختصة.. تحدث سالم العنزي الذي يشيد منزلاً خاصاً به عن معاناته، مؤكداً وجود شح في الإسمنت وارتفاع غير طبيعي في الأسعار، مضيفاً أنه لم يجد حلاً سوى الشراء بأسعار مرتفعة، وقال بندر ثامر إن المواطنين تسببوا في فوضى وعشوائية نتيجة التدافع على شاحنة الإسمنت، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك أي نوع من التنظيم. وعزا وليد عبدالمحسن «صاحب مؤسسة مقاولات» سبب شح الإسمنت، إلى الشركات الكبرى في الشرقية إذ إنها الممول الوحيد وهي لا توفر سوى شاحنات قليلة. وفي القيصومة، تزاحمت عشرات السيارات على عدد قليل من شاحنات الإسمنت وسط وجود جهات أمنية للتنظيم، وطالب عضو المجلس البلدي في القيصومة محمد العنزي، وزارة التجارة بالتدخل لحل الأزمة التي أشغلت المواطنين في المدينة خاصة وأن القيصومة تشهد ازدهاراً ونهضة عمرانية كبيرة وبات الطلب يتزايد على الإسمنت. وقال سعود الحميد إنه على استعداد لتوفير خمسين شاحنة إسمنت يومياً وبيع الكيس بأقل من 15 ريالاً، مشترطاً أن يقوم فرع وزارة التجارة بمحافظة حفر الباطن بمخاطبة شركات الاسمنت في المنطقة الشرقية بتوفير كميات الإسمنت، وأضاف أن ذلك سيكون بإشراف لجنة تفادياً لوقوع عمليات احتيال وغش. وأكد مواطنون ل»الشرق» أن السوق السوداء تبيع الكيس بسعرعشرين ريالاً، ولا يمكن السيطرة عليها. وفي ظهران الجنوب أدى عدم التزام متعهدي بيع الإسمنت في ظهران الجنوب إلى تفاقم الأزمة، وظهور سوق سوداء، بسبب تجاهلهم للتعليمات التي بموجبها يتم التحميل لهم من مصنع إسمنت نجران، وهو ما أدى إلى رفع سعر الكيس إلى عشرين ريالاً، وثلاثين ريالاً وقت الأزمة، في ظل انعدام الرقابة. وكشف عبدالله آل عمران عن معاناته، مؤكداً أنه لا يحصل عليه بتسعيرة وزارة التجارة إلا ما ندر، وأرجع سبب الأزمة إلى قيام أصحاب دينات وناقلات بالاستيلاء على شاحنات الإسمنت، والذهاب بها إلى خميس مشيط وأبها وبيعها بسعر يتراوح ما بين 20-30 ريالاً للكيس الواحد. وأكد مستهلكون في موقع البيع أن أغلب الناقلات لا تدخل السوق ويتم حجبها عن الأنظار حتى ساعة متأخرة من الليل والذهاب بها إلى أماكن مجهولة شمال المحافظة ومنها إلى أبها وخميس مشيط. وعلمت «الشرق» أنه يتم تحميل تسع تريلات يومياً من مصنع إسمنت نجران لمحافظة ظهران الجنوب فقط فضلاً عما يتم تحميله للحرجة. وطالب الأهالي بضرورة تشديد الرقابة على ناقلات الإسمنت ومنع البيع للسيارات القادمة من خارج المحافظة بكميات كبيرة والبيع للمستهلكين الحقيقيين فقط. .. والأسعار تقفز بنسبة 90% في تربة تضاعفت أسعار الإسمنت في محافظة تربة خلال الأسبوعين الماضيين وقفزت بنسبة 90%، إذ وصل سعر الكيس إلى 24 ريالاً بعد أن كان يباع بسعر 14 ريالاً. وعزا عدد من المتعاملين ارتفاع السعر إلى زيادة الطلب ومحاولة التجار والمقاولين احتكار المنتج، مشيرين إلى أن عدم متابعة عمليات البيع والشراء في سوق الأسمنت من قبل وزارة التجارة أدى لأن تصبح هناك سوق سوداء للإسمنت. وعبروا عن قلقهم حيال الارتفاع غير المبرر لسعر الإسمنت. وقال حمود الهذيلي: «أتيت قبل أسبوعين واشتريت كمية من الإسمنت بسعر 14 ريالاً للكيس، إلا أنه اليوم «أمس» وجدت الأسعار مرتفعة جداً تتراوح من 23 إلى 24 ريالاً للكيس. وأضاف سليمان الجو «لقد توقفت أعمال المعمار بسبب ارتفاع أسعار الإسمنت بصورة غير مسبوقة، حيث ارتفع سعر الكيس من 14 ريالاً إلى 24 ريالاً مع غياب تام للجهات الرقابية بتربة باستثناء البلدية التي تحاول مراقبة الأسواق ودفع التجار لتوفير الأسمنت بأسعاره العادية، لافتاً إلى أن الارتفاع الحاصل جعل سوق المعمار يترنح بين التوقف والاستمرار في انتظار عودة الأسعار لمعدلها الطبيعي واستقرارها.