محمد المبارك من المفترض أن تدرس وسائل الإعلام المادة التي تقدمها لكل فئة من المجتمع أو طبقة من طبقاته، بما يوافقه أو يوافق مستواه العمري والثقافي من البرامج، ولكن للأسف الشديد في الغالب لا يتم ذلك، بل ربما في كثير من الأحيان يحدث العكس ولاسيما مع الأطفال. فنرى في كثير من الأحايين يسلط الضوء في البرامج الخاصة بالأطفال على العنف والقتال وتعلم أساليبه، ونحن نسأل، ما الهدف من ذلك يا ترى؟. نعم من الشيء الجيد أن يُهتم بالطفل ويُولى عناية خاصة حتى أنه جُعل له في الآونة الأخيرة قنوات خاصة، ولكن غير الجيد هو ما تطرقنا إليه قبل قليل، وهو أن لا يتم اختيار المسلسلات المناسبة وأفلام الكارتون في هذه القنوات وما يجب أن يكون هو العكس، فبدلاً من هذه البرامج والمسلسلات التي تدعو إلى العنف كان من الأفضل استبدالها بما يسهم في ثقافة الطفل وتعليمه بما ينهض بمستواه الفكري والثقافي وتطويره. فإن التلفاز «المرئي» أو كما يحلو لعلماء اللغة تسميته، مما لا شك فيه له الدور الكبير والكبير جداً في حياة الطفل اليومية، فإن الطفل في كثير من وقته يكون من غير عمل أو جلُّ وقته فارغ، فمعظمه يقضيه عند هذا الجهاز، وهنا يأتي دور الوالدين في وضع آلية لكيفية مشاهدة طفلهما للتلفاز، وكيف يتخيران له البرامج المناسبة التي تنمي عنده روح الثقافة والعلم والاطلاع والمعرفة، وإن كانت هذه البرامج قليلة كما أسلفنا إذا ما قورنت بغيرها من البرامج التي تدعو إلى الصراع والعراك، وبعض البرامج الأخرى التي ليس لها هدف تربوي أو تعليمي يذكر. وكما نتخير لأطفالنا ما يشاهدون يجب أن نتخير لهم ما يسمعون وما يقرأون، بأن نبعدهم عن ما يخالف القيم والمبادئ الإسلامية الأصيلة. فعلى الوالدين والمربين ألا يجعلوا جهاز التلفاز هو المصدر الذي يستقي منه الطفل تربيته الفكرية، بل لابد من مصادر أخرى أكثر اتساعاً في مسألة الثقافة والتعلم، ولاسيما التعلم الديني، فيرشدونه مثلاً إلى الكتاب، وإلى الأشرطة السمعية الدينية وكذلك التعليمية، وهكذا تتنوع لديه مصادر التعلم الثقافي والديني والفكري..إلخ، وبالتالي ينشأ الطفل على قاعدة فكرية قوية ومتنوعة، وقد حمل في فكره قبسات من الفكر النير السليم .