كما حفظنا في سيرنا والتاريخ والذاكرة الفضل لملك الحبشة – الذي لا يُظلم عنده أحد– أصحمة النجاشي، بنصرته للمسلمين عندما نصحهم الرسول الأمين -عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم – بالهجرة إلى الحبشة حين استشعر تزايد بطش وتنكيل كفارقريش بهم ، نحفظ أيضاً ما جاء في كتاب الله العزيز عن– أصحاب الفيل – وحملة ملك الحبشة النصراني أبرهة الأشرم على مكة بقصد هدم الكعبة حيث واجه مصيره المهين. إن ما تشهده حدودنا الجنوبية المتاخمة للأراضي اليمنية، من عمليات تهريب نشطة لكميات مخيفة من المخدرات ، ينفذها إثيوبيون مسلحون،أفرزتهم ظروف الحروب الطويلة في بلادهم فاتخذوا من جارتهم اليمن ملاذاً فمستقراً، باشروا منه استثمارحالة الانفلات الأمني السائدة منذ اندلاع الثورة، في الاتجاه الخطأ على طول اليمن وعرضها، حين التقت طموحاتهم مع أهداف أطراف حاقدة ، سخرت براعتهم في التحرك بين مسالك المناطق الحدودية الجبلية ،التي تشابه طبيعة وتضاريس موطنهم ، حيث يتقنون المناورة والتخفي، فحملتهم بالمخدرات والسموم ، ودعمتهم بالسلاح، ودفعتهم لمواجهة الأجهزة الأمنية السعودية اليقظة ، في نقاط التماس والجيوب الطبيعية داخل أراضيها، وكم سجلت الأجهزة – بفضل من الله – الانتصار تلو الانتصارعلى تلك العصابات وأحبطت خططها الشيطانية، ولعل من يستبعد وقوف جهات خلف أولئك الأشرارلا يحسن قراءة الواقع ، فالمتتبع لحجم المقبوضات وأثمانها الباهظة يدرك قدرات جهات تمويلها! ركلة ترجيح من السذاجة أن نصف حاملي الدمار لبلادنا وصُناع الرعب لأهلها ، بأنهم طلاب عيش كريم على ثرى وطننا الآمن! بل هم امتداد ل «فيل» أبرهة وصليبه ، ولا نجاشيَ فيهم فنبادله الوفاء! ولنتعظ..كيْ لا تذهب الأمور للأسوأ!