في جولة ل«الرياض» على شمال شرق منطقة الباحة المتصل وهو الموقع الإستراتيجي الذي يصل ثلاث مناطق ببعضها، وتحديداً محافظة العقيق التي تُعد ملتقى الطرق في التجارة القديمة التي تصل بين مكةالمكرمة وعسير انتهاء باليمن. حيث يظهر الطريق المرصوف على موقع حرة واديي كرى وجرب. وكون المنطقة مكونة من ركام من الأحجار البركانية حادة الحواف، فقد شهد هذا الطريق أعمال رصف بواسطة أحجار عريضة لتمكن الأفيال والجمال من السير، وخصوصاً العربات التي تجرها الحيوانات أثناء تنقل القوافل التجارية وما يتناقله الأهالي هناك وما توارثه المجتمع من سكان بادية غامد وما جاورها. إن هذا الطريق تم رصفه زمن إبرهة الأشرم الحبشي عندما عزم على هدم الكعبة المشرفة وحضر بجيشه سالكاً هذا الطريق ابتداء من المناطق الوعرة التي تعبر حرة وادي جرب فحرة وادي كرى حتى حرة البقوم بديار البقوم. ويذكر كبار السن من أهالي كرى بالعقيق في منطقة الباحة أن تسمية وادي جرب كانت أسبابها انتشار مرض الجرب في الإبل والمواشي وذلك بعد مرور جيش إبرهة الأشرم من هذا الوادي، ويمتد الرصف الحجري إلى أكثر من 90كم ماراً بديار خثعم فديار غامد موصولة بديار البقوم بعرض مترين تقريباً، وتكثر على جنبات الطريق النقوش والخطوط الحبشية وبعض بقايا كسر الفخار والأواني المستعملة خلال رحلة ابرهة التي نال منها العذاب. ٭ المواطن مسلط بن حزام الغامدي - 70 عاماً - قال إن الآباء والأجداد قد توارثوا مقولة بأن من قام برصف هذا الطريق هو ابرهة عندما عزم على هدم الكعبة. أما المواطن سفر بن حمدان الغامدي - 65 عاماً - فقد ذكر بأن وادي جرب قد سمي بهذا الاسم كان بأسباب مرض الجرب الذي انتشر في الإبل والمواشي بعد مرور جيش أبرهة الأشرم من هذا الوادي. لقطات أثناء جولة «الرياض» لتغطية هذه الآثار فقد قطعت مسافة تزيد عن 150 كيلومتراً بحثاً عن المزيد عبر طرق ومساك وعرة جداً وغير ممهدة. قريباً تكمل «الرياض» جولتها على الآثار القديمة في هذه النواحي من الباحة.