قال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل أمس الخميس إن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين جراء الأزمة المستمرة منذ 23 شهراً في بلادهم بدأوا يهددون الوضع الأمني في البلاد. وتدفق أكثر من 320 ألف لاجئ إلى لبنان منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد عام 2011 التي ما لبثت أن تحولت إلى حرب أهلية. وبالنسبة للكثير من اللبنانيين يشكل اللاجئون السوريون مبعثاً للقلق في بلد ينقسم أبناؤه بين مؤيد لنظام الأسد ومعارض له، وأدى هذا الانقسام إلى احتقان طائفي في الوقت الذي تعد فيه الحكومة اللبنانية اللاجئين عبئاً مادياً لا تستطيع الالتزام به. وقال شربل إن لبنان الذي يبلغ تعداده أربعة ملايين فقط يستضيف الآن مليون سوري بين عامل ولاجئ ميسور ولاجئ فقير، لكنه أضاف «بكل صراحة الذي يشغل بالي أنا كوزير داخلية الناحية الأمنية.» وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع ممثلي برنامج الأممالمتحدة الإنمائي «العدد الكبير الموجود حالياً حتى الآن لم نستطع أن نضبطه بالشكل المفروض» وتساءل قائلاً «مع من يتعاونون؟ من يستغلهم؟ من يسلحهم؟ حتى الآن ليس لدينا الإمكانية مائة بالمائة للسيطرة عليهم». وأضاف «فكرنا أنه إذا زاد العدد ماذا سنفعل؟ هذا الأمر فوق طاقتنا، إذا صاروا مليونين أو ثلاثة ملايين سوري أين سنضعهم؟ هذه المشكلة الكبيرة التي نحن نعاني منها». وفيما تتنامى أعداد اللاجئين السوريين في مناطق على الحدود في شرق البلاد وشمالها يستخدم أفراد من الجيش السوري الحر التضاريس الجبلية في لبنان لإعادة تجميع صفوف عناصره قبل شن هجمات على القوات السورية عبر الحدود المتداخلة بين البلدين. وكان الجيش اللبناني الذي لديه صلات وثيقة مع الجيش النظامي السوري اشتبك مع هذه المجموعات داخل لبنان. وتحدث شربل عن المشكلة الاجتماعية التي تخلفها قضية اللاجئين الذين قال إنهم يعملون في البلاد بأسعار زهيدة ويفتحون المصالح لينافسون أبناء البلد.