دافع رئيس تيار «المردة» النائب اللبناني سليمان فرنجية في مؤتمر صحافي في بنشعي عن موقف وزير الدفاع فايز غصن في شأن وجود عناصر من تنظيم «القاعدة» تسللوا عبر بلدة عرسال في البقاع الشمالي، معتبراً «أن الوزير غصن يتعرض لحملة. هو ملزم بالسرية ولكن أنا لست ملزماً بالسرية، هناك تقاعس من الدولة اللبنانية في هذا الموضوع». وذكر فرنجية ب «الحملة التي كان تعرض لها شخصياً حين كان وزيراً للداخلية حين اغتيل الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري»، وقال: «كانت كل التهم علينا، وكان موقفنا التقارير الآتية من المؤسسة الأمنية وكنا نصرح ضمن موقفنا وموقعنا ومسؤوليتنا وعندما هدأت المرحلة توضح كل شيء وتبين انه كان الحق معنا وليس معهم وأنا أعود إلى هذه المرحلة لأقول ماذا كان مطلوباً، كان المطلوب تخويف أو تهويلاً معيناً كي نصل إلى مكان لا احد يتجرأ فيه على الكلام لا عن المرحلة الماضية ولا عن تاريخ أو مرحلة سابقة أو موقع سياسي ينتمي إليه، واليوم يتعرض للحملة نفسها وزير الدفاع اللبناني». وأكد أن «المعارضة اللبنانية أي «14 آذار» منذ الصيف ومنذ أن بدأت الأحداث تقول: سورية تخترق الحدود اللبنانية ودخلوا وقصفوا على مناطق لبنانية ويحملوننا مسؤولية هذا الخرق، ويحملون الدولة اللبنانية ككل ولا يحملون وزارة الدفاع مسؤولية هذا الخرق، وهذا الموضوع كل العالم اعتبرته متروكاً والدولة اللبنانية غير مسؤولة، كلا هذا الأمر كانوا يحاولون أن يعالجوه وكان هناك تقاعس من الدولة اللبنانية في هذا الموضوع، وهذه التقارير كتبتها القيادات الأمنية وبخاصة الجيش اللبناني ومديرية المخابرات وأعطيت إلى وزير الدفاع وسلمت إلى المسؤولين في الدولة اللبنانية، واستعمل وزير الدفاع كلمة قال ضمن «الموزاييك» اللبناني وضمن التركيبة اللبنانية. اطلب من الدولة اللبنانية أن تتحمل المسؤولية لأن التركيبة اللبنانية كلها أتت تقول «طولوا بالكم» لا يمكننا الدخول إلى منطقة أو حمايتها، وصلنا إلى مكان أنا طلبت من وزير الدفاع أن يرفع المسؤولية عنه لأنه قام بواجبه، وقال أنا أريد أن اذهب إلى مجلس الوزراء ولتتحمل الدولة كلها المسؤولية، قال إن هناك بعض الإرهابيين يتسللون عبر الحدود السورية - اللبنانية. يأتون باسم انهم معارضة سورية أو لاجئون سوريون ولكن هم إرهابيون يأتون عبر العراق إلى سورية وإلى لبنان، وأنا أضع الدولة كلها أمام مسؤوليتها في هذا الموضوع، ومجلس الوزراء تبنى كله قرار وزير الدفاع». وشكر فرنجية «الجهات السياسية الصديقة والحليفة التي وقفت إلى جانبنا وإلى جانب وزير الدفاع في هذا الموضوع لأنها تعرف عندما تكون في سدة المسؤولية لا تطرح شعارات بل تتحمل مسؤولية وتطرح أموراً تكون مسؤولاً عنها، وأتصور عندما يقول وزير الدفاع هذا الجو موجود، أقول هذا الجو موجود بناء إلى تقارير ومعلومات وأتصور اليوم أن ليس وزير الدفاع المستهدف، المستهدف الجيش اللبناني من خلال وزير الدفاع، لماذا؟ لأن وزير الدفاع ليس لديه في منزل أبيه جهاز مخابرات وليس لديه في بيت أبيه جيش. هو ينتمي إلى التقارير التي تعطيه إياها المؤسسة العسكرية في لبنان وجهاز المخابرات الرسمي اللبناني وهو الناطق الرسمي باسم المؤسسة العسكرية وباسم الجيش اللبناني، حين يشتم وزير الدفاع أو يحصل هجوم عليه، يكون هجوماً غير مباشر على المؤسسة لتعطيل دورها». من يخيف السنة؟ وأضاف قائلاً: «اليوم نعطل دور المؤسسة وأصبحت هناك منطقة سنية والجيش اللبناني يقهرها، من شهرين كانت منطقة يخرقها السوريون ويجب أن يدخل اللبناني ويحمي الناس. الآن أصبحت منطقة سنية إذا دخل إليها الجيش اللبناني يكون يقهرها، أين يريدون «يركبوا دينة الجرة» في هذا الموضوع؟ نقول شيئاً واحداً. أصبحوا إلى هذه الدرجة حريصين على القاعدة؟ منذ متى؟ نحن مسيحيون ومعروف موقفنا من كل التطرف في المنطقة، ولكن نحن لم نشمت بمقتل بن لادن، بل هم من شمتوا بمقتله، إذا نظرنا عندما كانت «القاعدة» تفيدهم بأن تكون سورية وراءها في شكل من الأشكال، أشكال «فتح إسلام» أو أشكال الضنية أو مجدل عنجر، كانوا يقولون إن سورية أرسلتهم وكانوا ضدهم وأحلوا دمهم وقتلوهم وأرسلوا الجيش اللبناني كي يضربهم وقاموا بكل هذا، عندما حدث هذا التطرف ضد سورية اصبحوا يريدون حمايتها، اليوم «فتح الإسلام» الموجودون في رومية، يتاجرون مع أهلهم وبعاطفة أهلهم، ويتاجرون مع الأميركيين أنهم أوقفوهم، وليس غريباً، لأننا إذا رأينا من تاجر بدم الرئيس الحريري خمس سنوات ألن يتاجر بدم أولاد عرسال ولن يتاجر بدم مجدل عنجر؟ التاجر تاجر، ثم يقولون السنة مستهدفين، نحن والسنة نعيش معاً منذ أن نشأ لبنان، أي طائفة استطاعت أن تأخذ أو تأكل دور طائفة أخرى؟ وبخاصة الطائفة الأكبر في لبنان من باستطاعته أخذ دورها؟ عندما كان المسيحيون أكثرية لم اكن أؤمن أن باستطاعتهم أخذ البلد وحدهم، ونحن هذا موقفنا، وأي طائفة تكون أكثرية ليس باستطاعتها أخذ البلد وحدها لا السنية ولا الشيعية ولا المسيحيون بكل طوائفهم ومذاهبهم، لذلك هناك مصلحة لبعضهم في تخويف الطائفة السنية لاحتكارها». وسأل: «من كلفكم كممثلين للشعب السوري؟ ثانياً أي شعب سوري؟ 70 في المئة من الشعب السوري اليوم ليسوا ضد النظام هذا أولاً، ثانياً نحن مع النظام؟ نعم نحن مع النظام على رأس السطح وأي شيء نستطيع أن نقوم به لخدمة هذا النظام لن نتأخر ولكن ما نقوم به ليس على حساب لبنان، نحن ولا مرة قمنا بخطاب سياسي ووضعنا صورة الرئيس بشار الأسد فوق رأسنا. نحن نضع صورة رئيس لبنان فوق رأسنا». وقال فرنجية: «إن شاء الله يكون وزير الدفاع مخطئاً بما قاله لأنه إذا كان معه حق لن يكون الجو إيجابياً، المستقبل يقرر وأتمنى من كل شخص في الدولة اللبنانية، معارضة أو موالاة، أن يتحمل مسؤوليته ويتصرف بمسؤولية». لبنان ممر بأي اتجاه؟ وتوقف عند الكلام (لوزير الداخلية مروان شربل) عن «أن لبنان ممر وليس مقراً ل «القاعدة» وقال: «فسروا لي ما الممر؟ الممر إما يأتي من مطار بيروت ويذهب باتجاه سورية أو إسرائيل ولا أدري إذا كان يمر باتجاه إسرائيل، أما يأتي من سورية وذاهب باتجاه مطار بيروت أو باتجاه البحر أو باتجاه إسرائيل، ما هذا الممر؟ لبنان خط عبور بين أين وأين؟ إذا أراد احد أن يمسح خطأ بخطأ اكبر، المشكلة عندما يكون الشخص في سدة المسؤولية وغير مسؤول وعندما يكون خفيفاً لا يتصرف بمسؤولية، يجب أن يكون الشخص مسؤولاً عندما يكون في سدة المسؤولية نتمنى ألا نتعاطى بخفة مع هذا الموضوع». وقال: «لا أكشف عن المعلومات لأني لست وزيراً للدفاع وأتمنى أن يكشف غصن عن المعلومات التي في حوزته ورئيس الجمهورية والحكومة يعلمان أن هذه المعلومات صحيحة، وسليمان يعمل لمصلحة البلد، أتمنى أن يعالج الموضوع بالكواليس وليس بالإعلام». المنطقة العازلة لضرب سورية وتوقف عند مطالبة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري بمنطقة عازلة واحدة فيها جيش تركي وأخرى جيش لبناني، وقال: «معلوماتنا أن أميركا تريد منطقة عازلة في لبنان ضد سورية وهذا ليس من مصلحة لبنان، المنطقة العازلة في لبنان مطلوبة من أجل ضرب سورية». وأضاف فرنجية: «لبنان مجموعات وسياسيون وهناك أطراف ينأون بأنفسهم ونحن مع النظام السوري. حتى داخل الحكومة هناك من هو مع النظام ومن هو ضد، الجميع يعلم بمن فيهم ميقاتي أن لبنان مفتوح أمام كل الجهات الإرهابية، «القاعدة» اسم لتعريف مجموعات إرهابية، هناك إرهابيون يدخلون من الحدود اللبنانية - السورية تحت حجة اللجوء، نحن نعتبر أن هناك أشخاصاً تاريخهم يلطخ سمعة البلد (رداً على قول جعجع أن هناك وزراء مواقفهم تلطخ سمعة البلد) أتفهم رئيس الجمهورية وميقاتي والأفضل عدم حل المسألة بالجدل، كل شخص يتحمل مسؤولية أعماله ولكن هذا لا يعني أن إذا أخطأ أحد يسكت الآخر، أنا ليس عملي أن أعالج موضوع «القاعدة»، الدولة هي المسؤولة».