«الشيطان يكمن في التفاصيل».. عبارة أطلقها الكاتب العالمي «دان براون» وتبناها بعضهم، ومعناها عدم الخوض فى التفاصيل الدقيقة والاهتمام فقط بالكليات والعموميات. هذه المقولة قد تكون مقبولة -نوعا ما- في العلاقات الإنسانية بين الناس، ولكنها -قطعا- لا تصلح للتطبيق في عالم التجارة. ولو أردت أن أعدد مساوئ هذه المقولة تجارياً فسأحتاج أن أؤلف كتاباً لكني سأكتفي بذكر واحدة من هذه المساوئ. تخيل أنك طبقت كلمات «دان براون» عند كتابة اتفاقية عمل مع طرف آخر واكتفيت بالعموميات وتجاهلت التفاصيل؛ راضياً بسلاسة البداية وأحلام الربح الذي ستجنيه منها، فاعلم أن الخلافات ستنشب بينكما مع البدايات الأولى للتطبيق الميداني، وسيعمل كل طرف على تفسير الأشياء من منطلق مصالحه. وبدل أن تستفيد من الاتفاقية وتحويل الحلم إلى حقيقة، ستجد نفسك دخلت في نزاعات ومحاكم، ناهيك عن السمعة غير المحمودة التى سيكتسبها مشروعك التجاري عند الآخرين. أما الأخطر فهو عندما تكون هناك قناعة راسخة أن طريقة التفكير هذه هي الأنسب، وهي التي يجب أن تنعكس على كل القرارات الخاصة بالعمل التجاري. ولهذا فإن الإصرار على هذه القناعة سيجعل المؤمنين بها لقمة سائغة للنصابين بأنواعهم، وما لم تتغير هذه القناعه فإن مصير العمل التجاري هو الفشل الذريع وعندها سيتمنى رواد الأعمال لو أنهم عدّلوا في العبارة لتصبح «في عالم المال والأعمال، الشيطان يكمن في العموميات».