المدرعمون هم فئة من المجتمع وظيفتها ابتلاء الفئات الأخرى، والدرعمة مصطلحٌ شعبيٌ دارج أصبح يطلق على المتسرّعين في الانفعالات والاتهامات من غير تروٍّ وتفكير. وكعادة المصطلحات الشعبية يحسب مستخدمها أنها بعيدة عن الفصحى فيُفاجأ بوجود أصلٍ راسخ مهجور لها في اللغة، فالعرب القدماء كانوا يستخدمون هذا المصطلح، ويقول عنه ابن سيده الدرعم كالدعرم، ومن معانيه قصر الخطو بسبب العجلة، كما أن الدعرم تعني الرديء البذيء، والدعرمة لؤم وخبّ أي خداع. استعرضت معاني الدرعمة أولاً لأنها تتطابق مع صفات «مدرعمي» هذا العصر في الإعلام القديم والجديد، وثانياً للاستشهاد على أن هذه الفئة لم يسلم منها حتى أجدادنا فهي إذن إحدى الخصائص العربية الأصيلة. من صفات «المدرعمين» أنهم يقرأون عن الكتّاب ولايقرأون لهم، ولذلك يحكمون عليهم بالفسق أو الصلاح بناء على ما يكتبه محرّضون يجتزئون الكلمات ويحوّرون المعاني ليوقعوا من يريدون له الشر تحت نيران المدرعمين وسياط ألسنتهم. وبلغ بهم الكسل الفكري مبلغا لايستطيعون معه حتى إكمال قراءة تغريدةٍ في تويتر لاتزيد عن 140 حرفا، فبمجرد أن تقع عيونهم على كلمة واحدة تسبق أيديهم عقولهم ليردّوا على صاحبها، ولايكملون مقطعا مرئيا فيكفيهم أول ثوان منه ليهاجموا صاحبه المتهم سلفا. الحلّ البسيط لهذه الفئة المعقدة هو تركهم في درعمتهم يعمهون، أو التفاهم مع من يتبعونه ليغيّر بوصلة توّجهاتهم.