تصيبك حالة تكدُّر مزاج وقرف ثم يليها حالة أصعب وهي ما اصطلح علماء الإقلاع على تسميته “تقفيلة مخ”، وذلك عندما تشاهد السباق المحموم على حشد الأتباع والمؤيدين بأسلوب فج، ربما يصل للشراء بالمال، ثم تفاجأ بأن هذا السباق ينتهي للاشيء بما أن جامع الأصوات لا يملك ما يقدم لهذا الجمع بعد حشده!. وقبل أن “تخمك” عزيزي القارئ “التقفيلة” أو “التهنيقة” لا فرق، من هذا المقال، عد معي لمرحلة الانتخابات البلدية الأولى وما صاحبها من حشد واستجداء للأصوات أسفر في النهاية عن أسماء استلمت المهمة وأمضت دورتها وحصلت على فرصة أخرى، ثم غادرت دون أن تترك أثراً. ثم شاهد ما يحدث في ساحات تويتر من حشد وتهييج واستجداء وحيل للفوز بالأكثر “فلورز” أو متابعة ثم اسأل: ماذا بعد؟. لا شك أن ما قاله فقهاء الإقلاع – عفا الله عنهم – آتٍ لا محالة وسيداهمك، لأنك ستكتشف أنه بعد متابعة هؤلاء “الأكثر متابعة” أنهم ليس لديهم ما يقدمون، مجرد “لوك عبارات وإفّيهات مملة”، دون تقدير ومراعاة لهذه الجماهير التي شرعت صفحاتها وعقولها لمتابعة هؤلاء. بالتأكيد ستعتريك “أم التقفيلة” وتضطر لقفل الجهاز، أقصد الكمبيوتر، إن لم تتبعه بقفل حسابك ثم جهاز التفكير والتمييز، وتضطر إلى “الدرعمة” في طريق لا معالم له، والدرعمة مصطلح إقلاعي يعني السير دون خريطة طريق، كما تسير دابتك في شوارع إحدى مدننا الكبرى!.