سبقت لي الكتابة عن قنوات التواصل الاجتماعي عدة مرات. ولكنني اليوم سأقصر حديثي على الشيخ “تويتر” كما يحلو للدكتور محمد القنيبط أن يسميه. من يتابع المشهد السعودي خصوصاً هذا العام الذي يوشك على الانفراط، يلاحظ نمواً عالياً في أعداد مستخدمي تويتر من السعوديين، كما يلاحظ أن كثيرين يمضون وقتاً طويلاً في التصفح أو التغريد، بل إنه أصبح ذا أثر سلبي في متانة العلاقات الاجتماعية لأنه يسرق الجالسين عن ندمائهم، ومن وجهة نظري أن تويتر يوشك أن يصبح المصدر الأول للأخبار على مستوى العالم، وأظن أنه يُسهم بشكل كبير جداً في إيجاد جيل من الإعلاميين الهواة، ونظراً لمحدودية الحيز المتاح للتغريد فقد أسهم بولادة لغة إعلامية جديدة أيضاً.. أجزم أن هناك كثيراً من الجوانب التي تستحق التوقف عندها رصداً ودراسة وتمحيصاً في هذا الإطار. غير أنني لست معنياً بذلك على الأقل في تلك المقالة المختصرة التي رغبت أن أتحدث فيها عن أولئك المتسرعين من رواد تويتر أو ما يمكن وصفهم بالمصطلح الشعبي الدارج (المدرعمين)، ويراد بذلك الأشخاص الذين يتسرعون في إبداء الرأي أو إطلاق الأحكام والاتهامات أو الوقوف مع طرف ضد آخر دونما دليل أو مستند، ويا ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد بل إنه يتعداه إلى اختلاق القصص والأقاويل واستخدام التقنيات الأخرى كالفوتوشوب ونحوه لإثبات صحة الاتهامات الزائفة وتحويلها إلى حقائق، وهناك كثير من الأمثلة التي حدثت مؤخراً ولكن المكان لا يتسع لسردها. أرجو أن نصل إلى حلول جذرية تضع حداً لهذه التجاوزات وتضع الأمور في نصابها.