واصلت قوات الأمن والجيش اليمنية مواجهة فعاليات الجنوبيين في محافظتي عدن وحضرموت وبعض مدن الجنوب، ليرتفع عدد الضحايا إلى 13 قتيلاً وعشرات الجرحى برصاص الجيش والأمن وعناصر من الإخوان المسلمين. وشهدت مدينة عدن أمس السبت أعمال قمعٍ وإطلاق رصاص حي على متظاهرين ينفذون عصياناً مدنياً من خلال قطعهم الطرقات احتجاجاً على ما سموه «ممارسات الجيش التي ساندت عناصر الإخوان المسلمين القادمين من مناطق الشمال ضد أبناء الجنوب». اقتحام ساحة الشهداء واقتحمت قوات الجيش ظهر أمس ساحة الشهداء في مدينة المنصورة في محافظة عدن، التي تعدّ مركزاً إعلامياً وسياسياً للحراك الجنوبي، وقتلت ثلاثة أشخاص بينهم امرأة، وجُرِحَ في الاقتحام ستة آخرون، جراح اثنين منهم خطيرة. من جانبه، قال قيادي في الحراك الجنوبي ل»الشرق»، إن نظام صنعاء يشنّ حرباً مفتوحة على فعاليات الجنوبيين، في حين يمنح تظاهرات وفعاليات أبناء الشمال غطاءً حكومياً، ويعدّها أنشطة ثورية لمساندة حركة التغيير. بداية التصعيد وبدأ التصعيد حين أعلن الحراك الجنوبي تنظيم فعالية جماهيرية في ال21 من فبراير الجاري في ذكرى انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي، وذلك في ساحة العروض في مدينة عدن، ليعلن حزب الإصلاح، وهو الذراع السياسية للإخوان المسلمين، بعد ذلك عن تنظيم فعالية في نفس المكان وحشد أنصاره من مناطق الشمال والجنوب وبمساندة حكومية من الجيش والأمن والسلطة المحلية في محافظة عدن، التي يسيطر عليها الإخوان. وانتهت الفعالية باحتفاء من قِبَل الإعلام الحكومي فيها، إذ عدّها نصراً على قوى الحراك الجنوبي، في الوقت الذي كانت عدن تغرق في دماء القتلى والجرحى، وكان مسلحو حركة الإخوان المسلمين يتحركون في المدينة في حماية مدرعات الجيش. اشتباكات مناطقية إلى ذلك، ذكرت مصادر عسكرية في قاعدة العند الجوية ل«الشرق»، أن اشتباكات اندلعت بين الجنود من أبناء مناطق الشمال والجنوب في محور العند، على خلفية تمكين الجيش عناصر الإخوان المسلحة من دخول عدن. وبيَّنت المصادر أنه تم احتواء الاشتباك من قِبَل مقربين من قائد محور العند الذي ينتمي إلى كبرى قبائل الجنوب، وهو اللواء محمود الصبيحي. في الوقت نفسه، أدانت قيادات الجنوب في الخارج العنف الذي وقع على أبناء محافظة عدن والمشاركين في تظاهرة الحراك. بدوره، شن ياسر اليماني، القيادي الجنوبي البارز في المؤتمر الشعبي العام، هجوماً لاذعاً على السفير الأمريكي في صنعاء ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر إلى اليمن، بسبب ما سماه «موقفهما المتواطئ مع ميليشيات الإخوان المسلمين»، حسب بيان أرسله ل»الشرق». واتهم اليماني المندوب الأممي والسفير الأمريكي بنسج مؤامرة ضد القضية الجنوبية من خلال رفع تقارير مغلوطة ووهمية لإرضاء القيادي في حركة الإخوان حميد الأحمر وحزب الإصلاح. وحمَّل اليماني حزب الإصلاح وميليشياته المسلحة وقيادات المؤتمر الشعبي الجنوبية المسؤولية عن «هذه الجرائم التي يقترفها الإصلاح وقياداته في حق أبناء الجنوب المقهورين تحت وطأة الظلم والعدوان». مناشدة للمملكة ورأى ياسر اليماني أن الحراك الجنوبي وشعب الجنوب أحرج الجميع في السلطة، وأثبت أنه القوة الفعلية على الأرض، مناشداً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مواصلة الدور البارز الذي بدأه في اليمن لانتشاله من الصراع الإقليمي. وتابع «خادم الحرمين الشريفين هو من أوقف الحرب الأهلية في اليمن، وهو من يستطيع حل قضية شعب الجنوب وإخراج الجنوبيين من ساحة الظلم والعنف الذي يقعون تحت طائلته». في سياقٍ متصل، أدان حزب المؤتمر الشعبي العام و13 حزباً آخرى تمثل تكتل التحالف الديمقراطي بزعامة المؤتمر، محاولة تعكير صفو المناخات السياسية المتأهبة للحوار، عبر افتعال الأزمات واختلاق المشكلات والإضرار بالوحدة الوطنية من خلال الأعمال غير المسؤولة، وفي مقدمتها ما حدث يوم 21 فبراير الجاري في مدينة عدن. وأكد التحالف، في لقاءٍ تشاوري ترأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على حق الجميع في التعبير عن آرائهم في الإطار السلمي بعيداً عن لغة العنف. أحد الجرحى في أحداث عدن ينازع الموت (الشرق) أحد القتلى في المواجهات ناشطون جنوبيون يحاولون إسعاف مصاب