اتهم حزب التجمّع اليمني للإصلاح»الإخوان المسلمين» أكبر الأحزاب اليمنية الرئيس السابق علي سالم البيض المموِّل للجناح المسلح في الحراك الجنوبي بالوقوف وراء الاعتداءات على مقرَّاته وأعضائه في محافظات الجنوب ومنها عدن التي شهدت أربع مواجهات بين الحراك والإخوان. وقال قيادي في الإصلاح ل»الشرق»: أن هناك مخططاً كبيراً تدعمه إيران ويقوم بتنفيذه الحراك والحوثيون ويستهدف التجمّع اليمني للإصلاح بالدرجة الأولى لموقفه المساند للتسوية السياسية والمبادرة الخليجية. وأضاف أن الجانب الإيراني هو من يموّل الجناح المسلح في الحراك الجنوبي والذي يتزعمه الرئيس السابق علي سالم البيض الذي أصبح أحد أقطاب إيران في المنطقة وهو لم ينكر ذلك. وقال القيادي في الإصلاح إن الحوثيين أيضاً يقومون بدور مماثل داخل ساحات الثورة وفي صعدة والجوف وحجة وعمران وبدعم إيراني لمواجهة الإصلاح لأن الإصلاح رفض السير في فلك طهران وعملائها حسب وصفه. وأكَّد القيادي أن الحكومة إذا لم تقم بواجبها في حماية الإصلاح من هذا المخطط فإن الحزب قادر على الدفاع المشروع عن أعضائه ومقراته وممتلكاته ولن يتركها مباحة أمام أعداء الوطن والأمة حسب تعبيره. وأشار القيادي أن عناصر حوثيّة وصلت إلى محافظة عدن قبل أيام وكشف مدير أمن المحافظة الذي حذَّر من اختراق الحوثيين لمحافظة عدن معتبراً وجود الحوثيين فيها مؤشراً سلبياً على تدخل إيران في الجنوب. وحمل الإصلاح في بيان صادر عنه يحمّل المكتب التنفيذي العناصر المسلحة ومن يقف وراءها المسؤولية الكاملة والمباشرة عن كل ما يترتب عن هذه الاعتداءات وطالب السلطة المحلية بأجهزتها الأمنية والعسكرية بحماية مقرَّاته وممارسة دورها ويطالبها بتحمُّل مسؤوليتها في كبح جماح تلك العناصر المسلحة وإلقاء القبض عليها واتخاذ الإجراءات القانونية ضدها. وتواصلت حتى مساء أمس المصادمات المسلحة بين الإصلاح والحراك في محافظة عدن حيث تدخلت قوات الأمن المركزي لإيقاف هجوم مسلح كان يستهدف مقر الإصلاح المركزي، واشتبكت قوات الأمن مع عناصر الحراك في مدينة المنصورة وتمكَّنت من تأمين مقر الإصلاح. بدوره قال القيادي البارز في الحراك الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي إن الإصلاح لديه جيش في محافظة عدن وليست مليشيات وذلك منذ عام 1994، واستبعد أن يكون الحراك هو المتسبب في اندلاع المواجهات بين الطرفين. وقال الخبجي في بلاغ صحفي وصل «الشرق» نسخة منه إن الحراك يخوض نضالاً سلمياً، ولن ينجر إلى العنف ورفض تحويل الحراك الجنوبي إلى شماعة تنسب إليه كافة أعمال العنف في الجنوب . من جهته حذَّر قيادي في الحراك رفض الكشف عن هويته من خطورة تصاعد المواجهات بين الإصلاح والحراك وقال إن هذه المواجهات إذا استمرت ستعمُّ جنوب اليمن بالكامل وسيصبح أي فرد في الإصلاح هدفاً لعناصر الحراك في مدن الجنوب وذلك دفاعاً عن النفس حسب قوله. وتعيش محافظة عدن بكل مدنها حالة ترقب وخوف من انفجار الوضع بالكامل بين طرفي الصراع الحراك والإخوان حيث يملك الطرفان قاعدة جماهيرية كبيرة ومسلحين داخل الجيش وقوات الأمن الأمر الذي سيقود مدينة عدن إلى محرقة جديدة كتلك التي شهدتها المدينة في الثمانينات والتسعينات حين تحوَّلت عدن إلى ساحة صراع لتصفية الخصوم.