فتحت الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر إجراؤها في اليمن 21 من الشهر الجاري بموجب المبادرة الخليجية جبهة مواجهة جديدة أحد طرفيها حركة الإخوان المسلمين في اليمن، والتي تقاتل في جبهات عديدة ضد الحوثيين وقوات الجيش اليمني، وأخيراً قوى الحراك الجنوبي ذات النزعة الانفصالية. ووقعت أحدث معارك الإخوان في محافظة عدن الجنوبية ليلة الأحد مع عناصر من الحراك الجنوبي، حين أقدم الحراك على إحراق ساحة التغيير في مدينة كريتر المُسَيطر عليها من قِبَل حزب الإصلاح الأخواني الذي يدير كل ساحات الثورة في محافظات اليمن بسبب شعبيته الواضحة داخلها. وجاء إحراق ساحة التغيير في عدن بعد اشتباكات دامية وقعت بين أنصار الحراك الجنوبي الانفصالي وعناصر الإخوان المسلمين “حزب الإصلاح” الأسبوع الماضي، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة العشرات عندما التحمت مسيرتان إحداهما للحراك والأخرى لشباب الإخوان لتبدأ بعدها معركة دموية استخدمت فيها الأسلحة والبيضاء والهراوات إضافة إلى مسلحين كانوا متواجدين بين الطرفين. ويساند الإخوان المسلمون مع بقية أحزاب المشترك عبد ربه منصور هادي لانتخابه رئيسا توافقيا لفترة انتقالية تمتد لعامين، في حين تعمل قوى الحراك الجنوبي إلى إفشال الانتخابات في مناطق الجنوب. الإصلاح يتهم الفصيل المسلح في الحراك من جهته اتهم نائب حزب الإصلاح رئيس الدائرة السياسية لفرعه في محافظة عدن الدكتور عبد الله باوزير الرئيس السابق لليمن الجنوبية علي سالم البيض بالوقوف وراء أنشطة الفصيل المسلح للحراك ضد الثوار وأعضاء الإصلاح “الإخوان المسلمين”، وقال ل” الشرق: “إن فصيل الحراك المسلح بزعامة البيض هو من قام بحرق ساحة التغيير بمدينة كريتر، وهو من هاجم تظاهرة شباب الثورة الأسبوع الماضي. وتوقع باوزير ألا تكون عملية حرق الساحة هي الأخيرة للفصيل المسلح في الحراك والذي ارتمى في حضن السلطة وينفذ أجندتها التخريبية لشق الصف المناهض لتوجهاتها. كما اتهم باوزير الأجهزة الأمنية في محافظة عدن بالتواطؤ مع فصيل الحراك المسلح، ودعا إلى تشكيل جبهة مجتمعية تضم مختلف التيارات والشرائح في المحافظة لمواجهة هذا الفصيل الذي يسعى إلى تعميم الخراب والدمار في المحافظة. وأوضح باوزير أن حزبه والثوار لن يُسحَبوا إلى مواجهة مسلحة، وسيقاومون بأدوات سلمية مهما كلفهم الأمر من تضحيات ولن يشكلوا جبهة لحماية الثوار عسكريا، كما حصل في محافظة “تعز” و”أرحب” لأن عدن مدينة حضارية وطبيعة أهلها المدنية ترفض أي استخدام للعنف أو الانزلاق إلى الخيارات العسكرية. ودعا باوزير حزب المؤتمر الشعبي العام إلى إدانة الجريمة وعدم السكوت عنها وقال سننظر بإيجابية إلى إدانة المؤتمر للجريمة ولن نتهمه بالتواطؤ باعتبارنا شركاء في إدارة مرحلة مهمة تهدف إلى إخراج البلد من أزمتها. الحراك: مليشيات الإصلاح هي المسؤول في حين ألقى القيادي في مجلس التنسيق الأعلى للشباب في الحراك الجنوبي بمحافظة عدن الشيخ أديب العيسي بالمسؤولية عن الأحداث على مليشيات حزب الإصلاح، واتهمها بالقيام بالأعمال المسلحة والتخريبية في محافظة عدن وإحراق ساحة التغيير بكريتر، كونها معروفة بالعمل المسلح كمكون أساسي في هيكلها التنظيمي سواء في عدن أو غيرها من المحافظات. وأضاف العيسى أن قوى الحراك الجنوبي جميعها تعمل وفق الأطر النضالية السلمية وليس لديها فصائل مسلحة ولامشروعات تخريبية عسكرية كونها رائدة الثورات السلمية في الوطن العربي، حيث خرجت إلى الشارع قبل خمس سنوات في أول ثورة سلمية شهدتها المنطقة.وعن انتخابات الرئاسة المقبلة تابع العيسي: “نرفض هذه الانتخابات رفضا قاطعا لأنها تكرس شرعية الاحتلال وتفرض وصاية دولية على القضية الجنوبية في إطار دولة الوحدة، الأمر الذي نرفضه فنحن نطالب بحل القضية الجنوبية في إطار التشريعات الدولية التي تضمن حقوق الشعوب”. الحكومة تتوعد بالجيش والأمن من جانبها عقدت الحكومة التوافقية اجتماعا لبحث إجراءات سير الانتخابات والعمليات التخريبية التي تحدث في بعض مناطق الجنوب للإفشالها، ووجّه مجلس الوزراء وزيري الدفاع والداخلية باتخاذ كافة الإجراءات والتصدي الحازم لأي اختلالات أمنية في بعض مديريات المحافظات، ومنع أي محاولة لافتعال ممارسات تسعى إلى تعكير الأجواء المرتبطة بالعملية الانتخابية. ونبهت الحكومة إلى تفهمها حرية أي مواطن لا يرغب في المشاركة في الانتخابات باعتبار ذلك ضمن حقوقه المكفولة قانونا، ولكن يتحتم عليه ألا يتسبب بأي شكل من الأشكال في عرقلة مشاركة الآخرين في هذه العملية الديمقراطية الهامة لحاضر ومستقبل اليمن.