أعلنت حركة النهضة على لسان زعيمها راشد الغنوشي، أن الحركة اختارت وزير الداخلية علي العريض لتشكيل الوزارة الجديدة بدلاً من رئيس الوزراء المستقيل حمادي الجبالي. وقال مسؤول من النهضة، إن مجلس الشورى اختار علي العريض رئيساً للحكومة المقبلة في تونس. وأكد الغنوشي على صفحته على الفيسبوك أن العريض اختير لمنصب رئيس الحكومة التي يقع مقرها في القصبة بالعاصمة. وهو مهندس وسجين سابق قضى 15 عاماً في سجون النظام السابق. وتسعى النهضة إلى استمالة أطراف في المعارضة، وعرضت على أحمد نجيب الشابي زعيم الحزب الجمهوري المعارض وزارة الخارجية لكنه رفض ذلك. وبحسب بعض الآراء فإن الجمهوري يربط دخوله الحكومة بدخول كل الأطراف السياسية فيها، وأنه غير مستعد لأن يتحمل مسؤولية الحكم مع النهضة، وأن يترك فضاء المعارضة رحباً حتى تستغله بقية مكونات المعارضة كحزب نداء تونس والجبهة الشعبية. وتتشبث أحزاب نداء تونس والجمهوري والمسار الديموقراطي والتحالف الديموقراطي بمطلبها المتمثل في تحييد وزارات السيادة وحل الميليشيات ولجان حماية الثورة وعدم ترشح الوزراء للانتخابات المقبلة. وفي سياق متصل، قال وزير الداخلية علي العريض إثر لقاء جمعه بالجبالي: إن «الفرق المختصة في الوزارة تقدمت أشواطاً كبيرة ووصلنا الآن إلى مرحلة الإيقافات» في اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد هذا الشهر. وأضاف، إن التحقيقات لم تتوصل بعد إلى تحديد هوية القاتل والجهة التي وراءه والأسباب والدواعي لاغتيال بلعيد. وعلى الصعيد الأمني، تأزم الوضع خلال اليومين السابقين في مدينة سيدي بوزيد، وقال مصدر أمني ل «الشرق» إن رجلي شرطة تبادلا إطلاق النار أمس الأول مع مسلحين كانوا في سيارة رفض سائقها أمراً بالتوقف عند حاجز تفتيش في منطقة سيدي بوزيد وسط غربي تونس. وقال المصدر «إن ركاب السيارة رفضوا التوقف عند حاجز أمني قرب بلدة السبالة التي تقع على بعد 25 كلم شمال مدينة سيدي بوزيد قبل أن يمروا عنوة بالحاجز ويردوا على إطلاق النار من قِبل رجلي الشرطة. ولم يصب أحد في تبادل النار. وقال المصدر: إن قوات الأمن تُجري عملية تمشيط للعثور على المسلحين في المنطقة. وولاية سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية التي أطاحت قبل أكثر من عامين بالنظام السابق، تعتبر إحدى المناطق التونسية التي يوجد فيها الجهاديون. ونظَّم أنصار هذا التيار دوريات في مدينة سيدي بوزيد إثر اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في 6 فبراير في العاصمة تونس. وفي شأن مرتبط، أعلنت وزارة الداخلية التونسية الخميس العثور على مخبأ للأسلحة والمتفجرات في حي شعبي بولاية أريانة شمال العاصمة تونس. وقالت الوزارة في بيان، إن وحدات من الحرس الوطني تمكنت من حجز كمية من قطع السلاح في مستودع بأحد المنازل الكائنة في حي الجمهورية في مدينة المنيهلة في ولاية أريانة، يحتوي على قذائف آر بي جي وقطع من سلاح «كلاشينكوف» وقنابل يدوية وذخيرة ومواد متفجرة. و تعتبر كمية الأسلحة المحجوزة هي الأضخم التي يتم العثور عليها قرب العاصمة تونس حتى الآن. وأضافت الوزارة: في الإطار نفسه تمكنت وحدات من الحرس الوطني مدعمة بوحدات مختصة من الأمن الوطني من إيقاف 13 شخصاً بينهم 11 كانوا متحصنين داخل جامع النور في حي دوار هيشر «شمال غربي العاصمة» ضبطت لديهم كمية كبيرة من الأسلحة البيضاء المختلفة. وأوضحت أن ستة من المعتقلين مطلوبون للعدالة لتورطهم في جرائم حق عام من قبيل العنف والسرقة والاعتداء على الأملاك.