تونس – علي القربوسي بلعيد قبيل اغتياله: * أقول للغنوشي والعريض: العنف خط أحمر تستطيعان إطلاقه لكنه يصب في خانة العملاء. * البيان الختامي لمجلس شورى حركة النهضة يتبنّى العصابات الإجرامية. * أصبحوا مجموعة إجرامية بما فيهم الغنوشي.. هذه فضيحة وضوء أخضر رسمي للاعتداء. اغتيل صباح أمس، المنسق العام لحركة الوطنيين الديمقراطيين الموحدة، شكري بلعيد، أمام منزله وسط العاصمة تونس، من قِبل مجهولين، في تطور خطير على الساحة السياسية التونسية، أجمعت الطبقة السياسية في تونس أنه سيخلط الأوراق، ويخلق منعطفاً في مسار الثورة التونسية. وتفيد المعطيات أن شخصا مجهولا تقدم من شكري بلعيد، عندما كان هذا الأخير يغادر منزله عند الساعة 8:15 صباحا، حيث أطلق عليه أربع رصاصات، أصابته في الرأس والصدر، ولاذ بالفرار. ونقل شكري بلعيد، إلى مصحة في حي النصر شمال تونس، لكنه فارق الحياة إثر وصوله إلى هناك. وفور انتشار خبر اغتيال شكري بلعيد، القيادي البارز في الجبهة الشعبية، وهي ائتلاف سياسي معارض، يضم قوى يسارية وقومية، خرج الآلاف من التونسيين إلى الشوارع في عدد من المدن مثل سوسة وصفاقس والمنستير وسيدي بوزيد، فيما تجمع الآلاف أمام مقر وزارة الداخلية في العاصمة احتجاجا على مقتل شكري بلعيد، في حادثة هي الأولى من نوعها في تاريخ تونس المعاصر. ورفع المتظاهرون شعارات مناهضة لحركة النهضة الإسلامية ورئيسها راشد الغنوشي، كما رفع المحتجون شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» و»وزارة الداخلية وزارة إرهابية» في جو مليء بالحزن والغضب. وحدثت مواجهات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين، وانتشرت كالنار في الهشيم، وحتى مساء الأمس والمواجهات لا تزال مستمرة بين الأمن والمتظاهرين في العاصمة والقيروان وسوسة وصفاقس وسيدي بوزيد وقفصة والقصرين، وأمام وزارة الداخلية، كما حرق المتظاهرون مقرات «حركة النهضة» في قفصة وسيدي بوزيد والمنستير وصفاقس. و في أول تعليق له على حادثة الاغتيال، ندد رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي، بما حصل، واصفا الحادثة بأنها «عمل إرهابي وإجرامي» يستهدف كل تونس. وندد وزير الداخلية علي العريض، بعملية اغتيال شكري بلعيد، قائلا: «هذه جريمة اغتيال سياسي واضح، وعمل إرهابي». وأضاف العريض، أن الوزارة لم تعرف بعد مَن يقف وراء هذه العملية. وأضاف: «سنعمل على كشف مَن يقف وراء هذه العمليّة وتقديمهم للعدالة». أما رئيس الجمهورية منصف المرزوقي، فقد ألغى مشاركته في قمة منظمة التعاون الإسلامي في القاهرة، وقرر العودة بشكل عاجل إلى تونس من فرنسا بعد اغتيال بلعيد. وكان بلعيد، أدلى يوم أمس الأول، بتصريح لصحيفة الصريح التونسية، قال فيها: «أقول لراشد الغنوشي وعلي العريض، العنف خط أحمر تستطيعان إطلاقه لكنه يصب في خانة العملاء.. والعنف الممنهج هو ضد الثورة وضد الشعب وضد الوطن». كما شارك بلعيد، مساء الثلاثاء، في برنامج تليفزيوني على قناة «نسمة» قال فيه إن «حركة النهضة أعطت الضوء الأخضر للاغتيال السياسي»، وذلك على خلفية مطالبتهم في البيان الختامي لمجلس شورى النهضة برفع المظلمة المسلّطة على المعتقلين من أبناء الحركة ورابطة حماية الثورة بتطاوين، المتهمين بالاعتداء على الناشط السياسي المعارض السيد لطفي. وقال بلعيد، في لقائه أمس الأول: «هناك تخطيط مركزي في ولايات مختلفة تجاه قوى مختلفة، والبيان الختامي لمجلس شورى حركة النهضة بيان واضح، يتبنّى العصابات الإجرامية. لقد أصبحوا مجموعة إجرامية بما فيهم الغنوشي، هذه فضيحة وضوء أخضر رسمي للاعتداء».