شهدت أربع مدن عراقية أمس صلاة جمعةٍ موحدة تحت شعار «العراق أو المالكي»، وسط تزايد الدعوات المطالبة باستقالة رئيس الوزراء بعد عجز الحكومة عن تحقيق ما يسميه المتظاهرون الاستجابة الشاملة لمطالبهم. واتفقت خطب الجمعة في محافظات الأنبار والموصل وكركوك وديالى على دعوة رئيس الحكومة نوري المالكي، إلى الرحيل عن منصبه ومجيء غيره القادر على الاستجابة لمطالب المتظاهرين. «حكومة صمّاء» واتهم خطيب جمعة «العراق أو المالكي» في ساحة الاعتصام شمال الرمادي الشيخ عبدالمنعم بدران، الحكومة باتباع منهج الازدواجية في التعامل مع القضايا السياسية. وطالب الشيخ بدران رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني، والدول العربية ودول الجوار، بالوقوف مع المعتصمين والإعلان عن تأييد مطالبهم «لأن الحكومة العراقية صماء لا تسمع غير مطالب أحزابها ومصالحها فقط»، على حد قوله. كما طالب الحكومة المركزية ب»الكف عن التسويف والمماطلة»، والاستجابة لمطالب المتظاهرين، فيما دعا القوات الأمنية إلى عدم التعرّض لهم أو اعتقال رموزهم، ورأى البدران خلال خطبته أن «مطالب المعتصمين لا يمكن أن تكون تعجيزية، وأهالي الأنبار لم ولن يستنكفوا من أي قائد عراقي يحكمهم بعدل ومساواة». وكانت وفود من عددٍ من مدن بغداد وصلت صباح أمس إلى ساحة اعتصام الفلوجة للمشاركة في جمعة «العراق أو المالكي» على الخط الدولي السريع، وقال الشيخ أحمد العلواني، وهو أحد منظمي اعتصام الأنبار، إن وفوداً من اللطيفية والعامرية والسيدية وصلت إلى ساحة اعتصام الفلوجة، وأضاف «العراق من شماله إلى أقصى جنوبه بات ينادي بمطالب المعتصمين ويطالب الحكومة بالإسراع في الاستجابة لهذه المطالب». وفي الموصل، هدد معتصمو وخطباء ساحة الأحرار المالكي بالإطاحة به، وأكدوا أنهم سيأتون إلى بغداد مهما كلف الأمر، ورفضوا خفض العلم العراقي القديم كما تطالب الحكومة، مطالبين بإسقاطها هي والدستور. فيما وصف خطيب ساحة الاعتصام في مدينة سامراء نوري المالكي ب«الحجاج»، كما هاجم منتقدي المتظاهرين على رفعهم العلم العراقي القديم. إلغاء «المخبر السري» وتظاهر الآلاف من أهالي كركوك وقضاء الحويجة أمس، لمطالبة الحكومة بسرعة الاستجابة لمطالب متظاهري الأنبار وصلاح الدين والموصل، وإبعاد المؤسسة العسكرية عن السياسة، وخرج المئات من أبناء كركوك في تظاهرة كبيرة عقب أداء صلاة موحّدة في ساحة الاحتفالات جنوب المحافظة. وشهدت التظاهرة انتشاراً أمنياً لحماية المتظاهرين الذين رفعوا شعارات تطالب بإلغاء نظام المخبر السري، وإطلاق سراح المعتقلات، وتلبية المطالب التي تقدم بها متظاهرو محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين. وتوجّه الآلاف من المواطنين أمس لأداء الصلاة الموحّدة في ثمانية مساجد في محافظة ديالى، فيما حذّرت قوة أمنية إمام وخطيب جامع العلي العظيم في ناحية العظيم شمال بعقوبة من إلقاء خطبة تثير مشاعر الناس، وطالبته ب»الاكتفاء بخطبة معتدلة وجمعة عادية»، في حين كثفت من إجراءاتها الأمنية حول الجامع. وقال رئيس المجلس البلدي لناحية العظيم محمد ضيفان العبيدي، إن «قوة أمنية دخلت إلى منزل إمام وخطيب جامع العلي العظيم الشيخ حسن العبيدي مساء الخميس، وحذّرته من إلقاء خطبة تثير وتؤجج مشاعر الناس والمصلين». شرْعتة الصلاة الموحّدة من جانبه، أكد المرجع الديني البارز الدكتور عبدالملك السعدي، مشروعية صلاة الجمعة في ساحات الاعتصام، مشدداً على أهمية توحيدها في عموم العراق. من جهتها، نفت اللجان التنسيقية لتظاهرات الأنبار فتح المساجد في المحافظة أمام المصلين، وبيَّنت أن جميع مساجد المحافظة «موصدة بأقفال» ما عدا مسجدين تم فتح أقفالهما من قِبَل المتظاهرين أنفسهم. وقال المتحدث باسم اللجان التنسيقية في الأنبار عدنان المشعل، إن «جميع مساجد المحافظة مقفلة وموصدة بالأقفال أمام المصلين، وإن الصلاة الوحيدة التي تقام في المحافظة هي في ساحتَي الاعتصام في الرمادي والفلوجة». استحقاقات غير حكومية سياسياً، رأى القيادي في ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي، أن هؤلاء المتظاهرين يمكن أن يعودوا إلى منازلهم بعد اجتماعات «أربيل 2» التي يُرجَّح أن تنعقد نهاية الشهر الجاري. وقال المطلبي ل»الشرق»: إن كثيراً من هذه المطالب لا تقع ضمن سلطة الحكومة كجهاز تنفيذي، بل في سياق استحقاقات قانونية على مجلس القضاء البحث عن حلول لها، وأضاف «هناك أيضاً كثير من الاستحقاقات تتعلق بتشريع قوانين أو بتعديلات دستورية بحاجة إلى توافق وطني». وحذّر المطلبي من انتشار ثقافة رفض الآخر وعدم التعامل معه على أساس المواطنة الصالحة في بلد واحد يحكمه القانون.